شرح وصية الإمام أبي حنيفة

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
مقدمة التحقيق الحمدُ لله الذي دلّت بدائعُه على حِكمته، وشهدت صنائعُه بعِزَّته وعَظَمته، فكلّ مفطور شاهدٌ بوحدانيَّته، وكلّ مخلوق دالّ على إلاهيَّته وربوبيَّته، سبحانه هو المتوحِّدُ بصفات العلوِّ والتوحيد والتعظيم في أزله، المنفردُ بأسمائه الحسنى في قُدُسه، المُقدَّسُ عن الحاجات، المُبَرَّأ عن العاهات، المُنزَّهُ عن وجوه النقص والآفات، المتعالي عن أن يوصف بالجوارح والآلات، والحدود والغايات، والسُّكون والحركات، والدواعي والخَطَرات، الموجودُ بلا حدّ، الموصوفُ بلا كيف، المذكورُ بلا أين، المعبودُ بلا شَبَه، لا تتصوَّرُه الأوهام، ولا تَقدُرُه الأفهام، ولا يحيطُ بكُنه عَظَمته الدلائلُ والأعلام (1)، والصَّلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيِّد الخلق أجمعين، سيِّدنا محمَّدٍ المبعوثِ رحمةً للعالمين، وعلى آله الطاهرين المطهَّرين، وصحبه الغرِّ الميامين، أما بعد: فهذا شرح العلامة الفقيه الأصوليّ المتكلِّم النَّظَّار الإمام أكمَلِ الدِّين محمَّد ابن محمَّد البابرتيِّ الحنفيِّ، المتوفى سنة 786، رحمه الله تعالى، على «وصيَّة» الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه، وهو شرحٌ مفيدٌ مختصرٌ في بيانِ بعضِ عقائد أهل السُّنَّة، ففي «الوصية» اثنتا عشرة مسألة من مسائل العقيدة، هي: 1.
تعريف الإيمان وزيادته ونقصانه والاستثناء فيه وحكم مرتكب الكبيرة.
2.
الأعمالُ فرائضُ وفضائلُ ومعاصٍ.
3.
الاستواء حق من غير أن تكون لله حاجةٌ له واستقرارٌ عليه.
4.
القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوق.
5.
أفضلُ الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي.
6.
خلق أفعال العباد.
7.
الرزق.
8.
استطاعةُ العبد على الفِعلِ معه لا قبلَه ولا بعدَه.


(1) هذه الخطبة مقتبسة من الخطبة التي بدأ بها الإمام أبو بكر ابن فورك رحمه الله تعالى كتابه «مشكل الحديث وبيانه» بتصرف يسير.