درجات الصاعدين الى مقامات الموحدين

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
درجات الصاعدين إلى مقامات الموحدين تأليف: فضيلة الشيخ / محمد بن أحمد الحفظي شوال سنة 1222هـ بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الشيخ الحفظى الحمد لله الغنى الحميد، وصلى الله سيدنا محمد المبعوث بالقرآن المجيد وصحبه وصالح العبيد.
أما بعد: فهذه ثمان درجات يرقى بها المستفيد الى معارج علم التوحيد، ويصعد عليها السالك الى مدارج حكم التفريد، ويجاز بها دركات الشرك والتفنيد، ويطلع عليها الجاهل من أسل سافلين الى أعلى عليين، وسميتها درجات الصاعدين الى مقامات الموحدين.
الدرجة الأولى إن أصل البعثة ورأس الدعوة هو توحيد الألوهية، الذى هو إفراد الله بالعبادة ونفى الشرك عنها، والدليل على ذلك قوله تعالى فى أول اية نادى بها النبى صلى الله عليه وسلم: (ياأيها المدثر*قم فأنذر* وربك فكبر*وثيابك فطهر* والرجز فاهجر) (1) وفى التفاسير أن الرجز هى الاوثان، والهجر: هو الترك، وفى الحديث النبوى ما يدل على أن عبادة الشئ، وثناً فى قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبرى وثناً يعبد" (2) وقال سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون، ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن انذروا أنّه لا إله الا أنا فاتقون) (3).
قيل : مروهم بلا إله الا الله، ذكره البغوى رحمه الله فى تفسيره (4) وقال سبحانه:

______ (1) أول سورة المدثر (2) أخرجه الامام أحمد فى مسنده ج2/246 - عن ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبرى وثناً، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
وأخرجه مالك فى الموطأ / كتاب قصر الصلاة فى السفر عن عطاء بن يسار: بلفظه وزاد "وثناً يعبد".
(3) أول سورة النحل.
(4) حيث قال "معناه مروهم بقول لا اله إلا الله منذرين مخوفين بالقرآن ان لم يقولوا" ج5/39 ابن كثير والبغوى.