حول مسألة فناء النار عن ابن تيمية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
رد شيخ الإسلام على الجهمية قولهم بفناء الجنة والنار يعني العدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد .. فقد وُجد أخيراً مُؤلَّف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي قرر فيه القول بفناء النار بما لايدع مجالا للخوض والتخرّص الذي كُثر وتنوّع بما يضرّ ولا ينفع، والذي عثر على المخطوطة محمد بن عبدالله السّمهري وسمّاها : (الرد على من قال بفناء الجنة والنار وبيان الأقوال في ذلك) وهي تحوي مسألتين : الأولى : ردّ الشيخ على الجهمية قولهم بفناء الجنة والنار وهو الذي اختاره السمهري أن يكون عنواناً لكتابه وهذا لا يهمّنا هنا إلا في مسألة واحدة وهي أن الشيخ وتلميذه كغيرهم من أهل السنة يقولون عن الجنة والنار : "لايفنيان" لِرَد قول الجهمية وأن هذا لايناقض القول بفناء النار وحدها كما يتوهّم بعض الناس، ويأتي إن شاء الله بيان هذا في أجوبة الإعتراضات فيما بعد وكنت أشرت إليه في (القول المختار) . قول الشيخ بفناء النار وحدها الثانية قول الشيخ بفناء النار، وهذه المسألة هي التي سوف أنقلها هنا من كتاب السّمهري وتبدأ في كتابه من صفحة 52 إلى 87، لأن هذه المسألة هي بيت القصيد ولقد حُمّلَتْ فوق ماتحتمل لأن كثيراً من الناس يحكم بغير عدل، فلا يسمع في مسائل النزاع إلا من جانب واحد فيحكم الزلل، ولقد كُثر في هذه المسألة الخوض والخرص، والزيادة والنقص، وإن من عظيم الآفات أن يكذّب الإنسان بما لم يحط به علمه ولم يُدركه فهمه أو أن يقول بلا علم وعلى كل حال فإن موجب هذا كله الجهل والظلم، والإنسان يَسَعَهُ في أمور كثيرة لا يعلمها أن يقول : الله أعلم، فإن ذلك أصلح له وأسلم، والآن جاء فصل الخطاب، بما يزيل الشك والإرتياب والحمد لله الكريم الوهاب .