الشيعة قادمون
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
جمال بدوي
الشيعة قادمون
قام بصف ونشر الكتاب
أبو عمر الدوسري
www.frqan.com
القاهرة
1408 هـ = 1988 م
الفصل الأول
أحقاد قديمة
سمعت كلمة " الشيعة " لأول مرة من أمي ... كنت طفلا لا يعي ، وكانت هي دائمة الحديث عن أهل البيت ، بعبارات ملؤها الحب والإجلال . وحب المصريين لأهل البيت معروف ، ومسجل في أدبيات الشعر والأقاصيص والأغاني التي تتردد بطريقة تلقائية ، تنم عن الحب والتعلق بالعترة الشريفة التي تنتسب إلى سيد البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . وكانت أمي تفخر دائماً بأنها تنتسب إلى هذه الدوحة المباركة ، وتحتفظ بين أعز ممتلكاتها بدفتر قديم ، يحوي بين دفتيه أوراقاً قديمة متآكلة ، وكان هذا الدفتر ـ وتسميه السركي ـ يتيح لها الحصول على 25 قرشاً في السنة نصيبها في بيت مال الأشراف ، وكان هذا المبلغ الضئيل مادياً يساوي عندها كنوز قارون ، وكانت تحكي قصة الموكب الذي كانت تراه في طفولتها ، ويخترق شارع الأزهر من العتبة للحسين أثناء احتفال ( العجم ) بذكرى فاجعة كربلاء ، وكان هذا الموكب ، يستمر طوال الأيام العشر الأولى من شهر محرم ، ويختتم في اليوم العاشر وهو يوم استشهاد الحسين . وكانت تروي لي مشهد هذا الموكب ، بطريقة تلهب خيالي وتوقظ أحاسيسي ، وتحرك الدموع في عيوني ، وتدفعني إلى البحث عن سر استشهاد الحسين بهذه الطريقة الأسطورية.