سل السنان في الذب عن معاوية بن أبي سفيان
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
سل السِّنان
في الذب عن معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه
تقديم فضيلة الشيخ المُحدِّث
عبدالله بن عبدالرحمن السعد
كتبه
سعد بن ضيدان السبيعي
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم فضيلة الشيخ المُحدِّث / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
…أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ، قال تعالى : ? اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ? ؛ ولذا كل ما نحتاج إليه في ديننا أو دنيانا فإن بيانه في كتاب ربنا أو سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ? ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ? .
قال محمد بن أبي حاتم - وراق البخاري - : سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول : لا أعلم شيئا يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة . فقلت له: يمكن معرفة ذلك كله ؟ قال : نعم (1) . ا.هـ .
وقال الشاطبي في «الإعتصام» (1/64) : ( إن الشريعة جاءت كاملة لا تحتمل الزيادة ولا النقصان ؛ لأن الله تعالى قال فيها : ? اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ? .
وفي حديث العرباض بن سارية : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب , فقلنا : يا رسول الله ! إن هذه موعظة مودِّع فما تعهد إلينا ؟
قال : « تركتكم على البيضاء ؛ ليلها كنهارها , ولا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ,ومن يعش منكم ؛ فسيرى اختلافاً كثيراً , فعليكم ما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ... » الحديث .
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى أتي ببيان جميع ما يحتاج إليه في أمر الدين والدنيا , وهذا لا مخالف عليه من أهل السنة .
__________
(1) من سير أعلام النبلاء ( 12/412 ) ، ومحمد بن أبي حاتم – وراق البخاري – له كتاب «شمائل البخاري» وصفه الذهبي في السير(12/412) بأنه جزء ضخم ، وقد ساق الحافظ ابن حجر إسناده لهذا الكتاب في «تغليق التعليق» (5/386).