موقف ابن سينا من النبوة والأنبياء
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
موقف الفيلسوف ابن سينا من النبوة والأنبياء
عرض ونقض
الدكتور: صالح حسين الرقب
أستاذ مشارك- قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
كلية أصول الدين- الجامعة الإسلامية
غزة- فلسطين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة:
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمد عبده ورسوله. وبعد...
فيعدّ الفيلسوف الشيخ الرئيس الحسين بن عبد الله بن سينا أحد كبار الفلاسفة الإسلاميين الذين درسوا الفلسفة اليونانية وتأثروا بها إلى حدّ كبير، بل واعتمدوها موضوعاً ومنهجاً، وتعصّبوا لكبار الفلاسفة اليونان أمثال أرسطو، وأفلاطون، وأفلوطين، واستبدل هؤلاء الفلاسفة الوحي بالعقل المجرد، وزعموا أنّ العقل وحده يعطي حقائق الأشياء، أمّا الوحي فيعطي عنها تخيلاً وتمثيلاً. ولقد حاول ابن سينا التوفيق بين الفلسفة والدين في المسائل الاعتقادية، ولكنه لم يستطع، لأنّه يستحيل التوفيق بين العقيدة الربانية الثابتة بالوحي، والفلسفة الوثنية التي تعتمد على التأمل العقلي المجرد والرأي والهوى والخيال، وهي من نتاج الفكر البشري المحدود. ومن هنا وقع ابن سينا في مجموع من المتناقضات والأغاليط، لقد أوقعته فلسفته في الخروج الصريح عن الدين الإسلامي، ممّا جعل جمع من أهل العلم يذهبون إلى تكفيره، والحكم عليه بالزندقة والإلحاد.
وفي اعتقادي أنّ المسلم اليوم بحاجة ماسّة إلى تقويم منهج هؤلاء الفلاسفة - ومنهم ابن سينا- وتمحيص أفكارهم، وكشف باطلها وآثارها السلبية.خاصة إذا علمنا أنّ لهؤلاء مكانة في كثير من الجامعات والمعاهد العلمية في بعض دول العالم الإسلامي.وأنّ نتاجهم العلمي ما زال مكان الصدارة في تلك الجامعات والمعاهد.