سبيل الرشاد في توضيح الاعتقاد
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد:
فهذه نبذ من الكلام على مسائل الاعتقاد أرجو بها سلوك الأحبة سبيل الرشاد ومحذراً لهم من إتباع سبيل أهل التوفيق ومنه أستمد العون والفضل والتأييد : أهل السنة والجماعة هم أهل الحديث والأثر والطائفة المنصورة والفرقة الناجية والسلف لا يأخذون معتقدهم إلا من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة والعقل عندهم وسيلة لفهم النقل، وهم الوسط بين فرق الأمة كوسطية الأمة بين الأمم ، يثبتون من الأسماء والصفات على وجه التفصيل من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وينفون عنه صفات النقص على وجه الإجمال مع اعتقاد ثبوت كمال الضد، والأسماء والصفات عندهم توقيفية على الدليل الشرعي الصحيح الصريح ، وأنه لا يتعارض نص صحيح مع عقل صريح ومذهبهم هو الأسلم والأعلم والأحكم ، ويقولون أن القول في الصفات كالقول في بعض ، والقول في الصفات كالقول في الأسماء ويعلمون معاني الصفات وينزلونها على المعاني المتقررة عندهم في لسانهم العربي ويكلون علم كيفياتها إلى الله تعالى ، ويقولون : إن أسماء الله تعالى مترادفة من حيث الذات متباينة من حيث الصفات ومن شبه الله بخلقه كفر ومن جحد صفة من صفاته كفر ، وأن كل كمال في المخلوق لا نقص فيه فالله أحق أن يتصف به وكل نقصٍ لا كمال فيه فالله أحق أن ينزه عنه والصفات عندهم من حيث إثباتها ونفيها ثلاثة أقسام : صفات هي كمال بكل اعتبار فتثبت لله مطلقاً وصفات هي نقص بكل اعتبار فتنفى عن الله مطلقاً وصفات هي كمال باعتبار ونقص باعتبار فتثبت لله حال كمالها وتنفى عنه حال نقصها ، ويقبلون أخبار الآحاد مطلقاً في العقائد والشرائع إذا صح سندها للمعصوم -