منهج أهل الاتباع في التعامل مع أهل الابتداع
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
منهج أهل الاتباع
في التعامل
مع أهل الابتداع
تأليف
وليد بن راشد بن سعيدان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين أما بعد :
فقد سألني جمع من الطلبة عن مسائل في أحكام المبتدع كثيرة, وكيف نتعامل معه وهل يهجر أو لا يهجر؟ وهل يؤاكل أو لا؟ وهل يصلى عليه أو لا يصلى عليه؟ وهل يعاد إذا مرض أو لا؟ وهل تشيع جنازته أو لا؟ وهل، وهل، وهل؟ فكنت أجيب عن هذه المسائل في وقتها إجابة تفريع لا تأصيل، فلما رأيت تعدد هذه الأسئلة أحببت أن أتحف الطلاب بشرح القاعدة التي ترجع إليها هذه الفروع كلها والتي لا يشد منها شيء، وأنت تعرف من طريقتي أنني لا أحب طرق الفروع هكذا جزافاً، بل لابد من أن تكون مقرونة بقواعدها وأصولها التي قررها أهل العلم رحم الله أمواتهم وثبت أحياءهم، وقد تناسب الكلام على هذه القاعدة مع الاتنهاء من كتابي نصر الشرعة بقمع البدعة، فإنني انتهيت منه الظهر وبدأت في الكتابة على هذه القاعدة بعد صلاة العصر فسبحان الله والحمد لله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والقاعدة التي نحن بصدد شرحها هي قاعدة التعامل مع المبتدعة عند أهل السنة والجماعة وهي أصل من أصولهم المباركة وقاعدة من قواعده النيرة المنبثقة من هدي الكتاب والسنة، وتعامل السلف الكرام عليهم الرحمة والرضوان من الرحيم الرحمن، ولما عزمت على الكتابة في هذه القاعدة راجعت بعض المؤلفات التي كتبها أهل السنة في ذلك إستقلالاً وتبعاً، وقيدت فروعها ولم يبق إلا استفراغ الجهد في ترتيبها وبثها على صفحات الدفاتر، وأسميت هذه الوريقات ( منهج أهل الاتباع في التعامل مع أهل الابتداع ) وأسأل الله تعالى أن ينفع به النفع العام والخاص وأن ينزل فيه البركة تلو البركة وأن يشرح له الصدور ويفتح فيه الأفهام ويجعله عملاً خالصاً متقبلاً مبروراً، وأن يجزي علماءنا خير الجزاء وأن يعاملهم بفضله وعفوه ورحمته وأن يبارك في أعمارهم وأعمالهم وجهودهم في