هجر المبتدع
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
هجر المبتدع
لصاحب الفضيلة العلامة
الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد
سلمه الله تعالى -
قام بتنسيق الرّسالة ونشرها : سلمان بن عبد القادر أبو زيد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنه في حال من انفتاح ما كان يخشاه النبي ? على أمته في قوله عليه الصلاة والسلام: (أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)(1).
وانفتاح العالم بعضه على بعض، حتى كثرت في ديار الإسلام الأخلاط، وداهمت الأعاجم العرب، وكثر فيهم أهل الفرق، يحملون معهم جراثيم المرض العقدي والسلوكي.
وفي وسط من تداعي الأمم كما قال ?: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق...)(2) وأمام هذا: غياب رؤوس أهل العلم حينًا، وقعودهم عن تبصير الأمة في الاعتقاد أحيانًا، وفي حال غفلة سرت إلى مناهج التعليم بضعف التأهيل العقدي، وتثبيت مسلمات الاعتقاد في أفئدة الشباب، وقيام عوامل الصد والصدود عن غرس العقيدة السلفية وتعاهدها في عقول الأمة.
في أسباب تمور بالمسلمين مورًا، يجمعها غايتان :
__________
(1) انظر: فتح الباري 6 / 58 2، 263.
(2) السلسلة الصحيحة برقم / 956، وصحيح الجامع الصغير برقم / 8035.