مفتاح الوصول شرح ثلاثة الأصول
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
تمهيد
( الحمد لله الذي امتن على العباد بأن جعل في كل زمن فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، ،يحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين )(1): وصلى الله وسلم على إمام الموحدين من بعثه الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون .
أما بعد :
فقد تكفّل الله سبحانه وتعالى بحفظ هذا الدين ، فقال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (2)وروى مسلم في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( لايزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ))(3).
ومن مظاهر تحقق ذلك أن يبعث الله في كل جيل من العلماء من يحفظون ميراث النبوة ويجددون أمر الرسالة ، فكلما جاء قرن من القرون التي تنطمس فيها أكثر معالم الدين ، ويكاد ينتقض حبله المتين ، وتتعطل معظم دعائمه وأصوله بتلاعب الجهال به وما إلى ذلك : بعث الله من يجدد للأمة دينها بحيث يعود غضاً طرياً كيوم نزوله على المصطفى - صلى الله عليه وسلم - .
( ولولا ضمان الله بحفظ دينه ، وتكفّله بأن يقيم له من يجدّد أعلامه ، ويحيى منه ماأماته المبطلون ، ويُنعش ما أخمله الجاهلون ، لهُدّمت أركانه وتداعى بنيانه ، ولكن الله ذو فضل على العالمين )(4).
__________
(1) الرد على الجهمية )) : ( ص 13 – 14 ) .
(2) الحجر : 9 ) .
(3) 3 / 1453 ) .
(4) تضمين من : (( مدارج السالكين )) : ( 2/79 )