بيان شبهة من قال بعدم وقوع الشرك في هذه الأمة وردها
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
بيان شبهة من قال بعدم وقوع الشرك في هذه الأمة وردَها
مستل من كتاب «الشرك في القديم والحديث»
تأليف أبو بكر محمد زكريا
قام بنسخه على الوورد ونشره عبر شبكة الانترنت
أبو معاذ السلفي ( السني الحضرمي )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم،
أما بعد:
هناك نصوص يتشبث بها القائلون بعدم وقوع الشرك في هذه الأمة، ومن أشهر هذه النصوص التي يستدلون بها ما يلي:
1- قوله - صلى الله عليه وسلم -: « والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها ... »(1) .
وجه الاستدلال : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما خاف علينا الشرك فكيف يقع الشرك في هذه الأمة؟(2)
ويجاب عن هذه الشبهة بما أجاب به الحافظ ابن حجر في «الفتح»، حيث قال في شرح الحديث:
أ - (أي على مجموعكم، لأن ذلك قد وقع من البعض، أعاذنا الله تعالى منها)(3).
ب - أو يقال: إنه في الصحابة خاصة، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «عليكم».
قال الحافظ في «الفتح»: (فيه إنذار بما سيقع فوقع كما قال - صلى الله عليه وسلم - ...وأن
الصحابة لا يشركون بعده، فكان كذلك، ووقع ما أنذر به من التنافس
في الدنيا)(4).
جـ - أو يقال: (لعل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك قبل أن يعلم ويوحى إليه بأن طوائف من الأمة سوف يضلون ويشركون)(5).
ومن هذه الشبه أيضاً:
__________
(1) البخاري في «الصحيح»: كتاب الجنائز، باب: الصلاة على الشهيد، برقم 1344، وانظر أيضاً الأرقام الآتية: 3596، 4042، 4085، 6426، 5690.
(2) انظر ما قاله سليمان بن عبد الوهاب في «الصواعق الإلهية»: (ص44،45).…
(3) الحافظ ابن حجر في «الفتح» (3/211).…
(4) نفس المصدر: (6/614).…
(5) القصيمي: عبدالله بن علي: «الصراع بين الإسلام والوثنية» (2/118).…