المختصر في مسائل القضاء والقدر

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
المختصر في مسائل القضاء والقدر جمع وترتيب وليد كمال شكر مقدمة الحمد لله وكفي والصلاة والسلام علي عبده المصطفي وبعد فإن الإيمان بالقدر من أصول الدين قال رسول الله ( عندما سئل عن الإيمان ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره ) (1) والنصوص المخبرة بقدرة الله كثيرة قال تعالي{ وخلق كل شئ فقدرة تقديرا }سورة القمر (49) ( وقال عبد الله بن عمر كل شئ بقدر حتى العجز والكيس ) (2) والكيس ضد العجز ( وقال ابن عمر أيضا لما أخبر عن قول معبد الجهنى ( أن الأمر أُنف ) قال إذا لقيت أولئك فأخبرهم أنى برئ منهم وأنهم براء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أنفق أحدهم مثل أُحدٍ ذهبا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ). رواه مسلم وهذا دليل واضح علي بطلان عمل من لم يؤمن بالقدر بل دليل علي كفر من أنكره جملة لذلك كان غلاة القدرية النفاة الذين ينفون القدر جملة فينفون علم الله الأول خارجون عن الملة نوعا وعينا بإتفاق أهل السنة وليسوا من أهل القبلة وهم وإن كانوا انقرضوا إلا أن آثار منهجهم موجودة في عقائد أهل البدع) (3). تعريف القضاء والقدر (( القدر لغة من قَدَرْت الشيء أقْدرهُ قَدْراً وقَدَراً إذا أحطت بمقداره(4) وعند أهل اللغة يستعمل في القضاء والحكم . وشرعا ما سبق به العلم وجري به القلم مما هو كائن إلى الأبد . القضاء من قضي يقضي قضاء فهو قاض .إذا حكم وفصل وأمضي وقطع وأتم (5) . وقد فرق العلماء بين القضاء والقدر،فقالوا القدر هو العلم السابق منذ الأزل والقضاء هو وقوع الخلق علي وزن الأمر وحصول الشيء مطابقا للعلم وبالجملة فهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر وقيل في الفرق بينهما عكس ذلك )) (6) . الاختلاف في مسألة القدر الفرقة الأولى ( الجبرية ) : وهؤلاء غالوا في إثبات القدر فسلبوا العبد قدرته واختياره