الكنز المرصود فى قواعد التلمود
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
مقدمة الطبعة الثانية
لكتاب الكنز المرصود في قواعد التلمود
بقلم المرحوم العلامة الجليل الشيخ مصطفى الزرقاء
لما كنا أطفالاً في مدينة حلب موطني الأول من بلاد الشام (سورية) كنا نسمع الأمهات يمنعن أولادهن الصغار من الخروج خارج البيوت وحدهم، ويحذّرنهم بأن اليهود يخطفون الأطفال خِفية، ويأخذونهم إلى حيث يستنزفون دماءهم!
وفي يفوعتنا كنا نتلقى التوصيات بأن لا يمر أحد في حارة اليهود منفرداً (وهي حارة طويلة متعرجة) وأنه إذا مر فيها أحد منا فدعاه يهودي لدخول بيته لإيقاد النار لهم بحجة أنهم لا يمسون النار يوم السبت، فيجب أن لا يدخل حذراً من أن يغدروا به فيقتلوه باستنزاف دمه!
فلما كبرنا ووعينا وتثقفنا كنت أتذكر هذه التخويفات، التي كنا نتلقاها في طفولتنا الأولى وفي يفوعتنا، وانتقدها وأعدها من الجهالات في أساليب التربية التي درسنا قواعدها الحديثة وأصولها، ومن قبيل إساءة الظن بمواطنين من الأقلية الصغار المساكين!!!