التوحيد وأثره وبيان العقيدة السلفية النقية
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
المقدمة
الحمد لله الذي خلق العباد لعبادته، وأمرهم بتوحيده وطاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له في ربوبيته، وإلهيته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ( وعلى آله وأصحابه، ومن اتِّبع سبيله ودعا بدعوته، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
وبعد:
فهذه نبذة يسيرة تُبيِّن للمسلم العقيدة السلفية النقية عن كل ما يشوبها من خرافة وبدعة، عقيدة أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة ومن الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من مُحققي العلماء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان.
اعلم أن التوحيد الذي دل عليه القرآن والسنة وأجمع عليه سلف الأمة، ثلاثة أقسام:
(1) توحيد الربوبية.
(2) توحيد الألوهية.
(3) توحيد الأسماء والصفات.
فصل في بيان توحيد الربوبية
أمّا توحيد الربوبية، فقد اعترف به المشركون الذين بعث فيهم رسول الله (، ولم يُدخلهم في الإسلام، فهم مُقِرِّون بأن الله هو الخالق الرزاق، المحيي المميت، المتصرف في هذا العالم بما تقتضيه حكمته وإرادته، ومجرد الاعتراف بهذا لا يكون به الإنسان مسلمًا قال تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ(
[يونس: 31].
أي: أفلا تُفردونه بالعبادة، وتتركون عبادة ما سواه. فقوله تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ( [يونس: 31]، أي: مَنْ ذا الذي ينزل من السماء ماء المطر، فيشق الأرض شقًا بقدرته، ومشيئته، فيخرج منها حبا وعنبا وقضبا وزيتونًا، ونخلاً وحدائق غلبا، وفاكهة وأبَّا، أإله مع الله؟ فسيقولون الله.