شرح كتاب الرد على الزنادقة

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
شرح كتاب الرد على الزنادقة المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فالرسالة التي سنقرؤها -إن شاء الله- كما هو معروف للجميع: رسالة الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكوا فيه من متشابه القرآن، وتأولوه على غير تأويله. الرسالة لإمام السنة أحمد بن حنبل وإمام أهل السنة -كما هو معروف- امتحن بهؤلاء الزنادقة والجهمية ووقف لهم المواقف المشهورة، وصمد أمامهم، وثبت أمام الحق حتى نصر الله به الحق وأهله، وقمع به أهل البدع. فهو إمام أهل السنة يقتدي بهم -رحمه الله- صبر يوم المحنة، لما ابتلي بمسألة القول بخلق القرآن، ووقف وصبر على الحق ثابتًا صامدًا صمود الجبل لا يلين إلى أهل البدع، حتى قال العلماء: إن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- صبر يوم الردة، وإن الإمام أحمد بن حنبل صبر يوم المحنة. وهذه الرسالة -وهي رسالة الرد على الزنادقة والجهمية - رسالة عظيمة، افتتحها المؤلف بخطبة عظيمة ما زال العلماء يقتبسون منها وينقلونها في كتبهم، كالإمام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله ورضي عنه-، لكن بعض أهل البدع في القديم والحديث يشككون في نسبة هذه الرسالة للإمام أحمد وما ذاك إلا لزيغ في قلوبهم؛ لأنهم يريدون ألا تثبت هذه الرسالة حتى يثبت باطلهم؛ لأن هذه الرسالة شهب مرمية عليهم، على أهل البدع، فلا يريدون أن تثبت هذه الرسالة حتى يبقى باطلهم وضلالهم وزيغهم؛ فلهذا يشككون في نسبة هذه الرسالة إلى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-. والرسالة ثابتة، أثبتها العلماء والأئمة ونسبوها إلى الإمام، نسبها القاضي أبو يعلى وهو من علماء الحنابلة وقال: إن الخلال أثبتها، وكذلك الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وحسبك به. أثبت هذه الرسالة للإمام في مواضع من كتبه المتعددة، في رسالة "بيان تلبيس الجهمية " وفي تفسير: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وفي غيرها من كتبه المتعددة، حتى أن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - نقل أكثرها في كتبه، لا سيما في كتاب "تلبيس الجهمية ". نقل هذه الرسالة كلها، ونثرها في كتبه وعلق عليها، نقل أغلبها أكثر نصوصها، ونقل الخطبة أيضًا، وكذلك العلامة ابن القيم أثبتها في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ". وغيرهم من أهل العلم. والرسالة طُبعت طبعات، لكني في ظني أن أحسن الطبعات التي طبعت الطبعة التي حققها فضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري -رحمة الله عليه-، فإنه قابلها وجد مخطوطة لهذه الرسالة مع مطبوعتين وقابلها، وقدم بمقدمة أثبت فيها أن هذه الرسالة للإمام أحمد وبين فيها بيانًا واضحًا. ونقل فيها عن الأئمة: القاضي أبي يعلى وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم أن هذه الرسالة للإمام أحمد فيستحسن أن نقرأ هذه المقدمة التي تثبت أن هذه الرسالة للإمام أحمد حتى لا يكون هناك مجال للشك؛ لأن هناك الجهمية والمعتزلة موجودون في كل زمان، هناك جهمية في هذا الزمان ومعتزلة وأشاعرة يشككون في نسبة هذه الرسالة للإمام أحمد ولا نزال نسمع أن كثيرًا من الرسائل وكثيرًا من الكتب كتب أهل السنة لا يزال بعض الناس يشكك فيها، نسمع أن رسالة فلان لم تثبت إليه، وفلان وفلان؛ وهذا لأنهم لا يريدون أن تثبت هذه الكتب التي فيها رد لباطلهم نقرأ الآن.