الشهادتان
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الشهادتان
معناهما ، وما تستلزمه كل منهما
تأليف
فضيلة الشيخ العلاّمة
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
حفظه الله تعالى
تنسيق
ملتقى أهل الحديث
www.baljurashi.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفرد بالكمال المتوحد بصفات الجلال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعالى عن الأنداد والأمثال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي فضله ربه لما تميز به من شريف الخصال، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أهل الاتباع والامتثال.
أما بعد :
فحيث إن التلفظ بالشهادتين والعمل بمقتضاهما هو الركن الأساسي للدين الإسلامي، وحيث إن جماهير أمة الدعوة يجهلون ما يراد بهما ويعتقدون أن المراد مجرد النطق بهما دون معرفة وعمل، وأن هناك من يفسرهما بما يخالف معناهما، لذا فقد أحببت أن أكتب بحثاً حول ذلك رجاء أن يستفيد منه من له قصد حسن ممن أراد الله به خيراً وذلك يتضمن مباحث .
المبحث الأول
في فضل هاتين الشهادتين
يجد القارئ في كتب الحديث والسنة كثيراً وكثيراً من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم تتضمن فضل هاتين الشاهدتين، والبشارة لمن أتى بهما بالجنة والرضوان، والسعادة والنجاة من عذاب الله وسخطه.
فمن ذلك حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل"(متفق عليه) وفي رواية "أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية يشاء"(صحيح البخاري) .
وفي صحيح مسلم وغيره عن عثمان رضي الله عنه مرفوعاً "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة"(صحيح مسلم). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة"(رواه مسلم)