الاعتقاد - صاعد النيسابوري

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
كتاب الاعتقاد عقيدة مروية عن الإمام الأعظم، والحبر الأعلم الأقدم، سراج الأمة، كاشف الغمة، الْمَخصوص بعناية الكريم الْمَنّان، أبي حنيفة النعمان، رضي الله عنه وأرضاه، و(جعل) جنة الفردوس منقلبه ومثواه، بِمنه وكرمه آمين للقاضي عمادِ الإسلام أبي العلاء صاعد بن محمد بن أحمد الأستوائي النيسابوري ( 343 - 432 هـ = 954 – 1040 م ) تحقيق ودراسة الدكتور سيد باغجوان أستاذ تاريخ الفرق الإسلامية المساعد بكلية الإلهيات - جامعة سلجوق تصدير الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان من السلف والخلف إلى يوم الدين. فقد تضافرت الروايات على أن أبي حنيفة قبل انصرافه إلى الفقه وتفرغه له درس علم التوحيد، وبلغ في ذلك مبلغا عظيما، وخاصم الفرق المختلفة، وناضلهم في أمور العقائد، ودافع عن عقيدة السلف. روى يحيى بن شيبان أن أبا حنيفة قال: "كنت رجلا أُعْطِيتُ جدلا في الكلام، فمضى دهرٌ فيه أتردَّدُ، وبه أخاصم، وعنه أناضل. وكان أصحابُ الخصومات والجدل أكثرها بالبصرة. فدخلتُ البصرةَ نيفا وعشرين مرة، منها ما أقيم سنة، وأقل وأكثر، وكنتُ قد نازعت طبقات الخوارج من الإباضية والصفرية وغيرهم، وطبقات الحشو"(1). وقال بكير بن معروف: حدّثني أبو حنيفة من نفسه قال: كنت أطلب الكلامَ، فخاصمتُ المعتزلةَ والخوارجَ وطبقات الرفض وأصناف أهل الأهواء فغلبتُهم، ثم نظرت في ذلك، فإذا الكلام لا يتعاطاه إلا من لا وَرَعَ له ولا تقوى، يتأوَّلون الكتابَ بآرائهم، ويتركون السنة عيانا، فتركتُه، وأقبلتُ على المعاش، ولزمت السوق"(2). __________ (1) مناقب الإمام أبي حنيفة للمكي ص 54؛ مناقب الإمام أبي حنيفة للكردري ص 137؛ عقود الجمان للصالحي ص 162ـ163. (2) مناقب الإمام أبي حنيفة للمكي ص 383.