صوفيات خطاب مفتوح

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
صوفيات خطاب مفتوح إلى حضرة السماحة شيخ مشايخ الطرق الصوفية من : عبد الرحمن الوكيل تقديم فضيلة الشيخ محمد علي عبد الرحيم الحمد لله القائل في مخكم كتابه: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}. [التوبة: 33] . وأشهد أن لا إله إلا الله، من عرفه وآمن به، واستجاب له ولرسوله (، هُدي إلى صراط مستقيم، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اصطفاه الله تعالى لإبلاغ رسالته، وإخراج الناس من الضلالة إلى نور العرفان، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين. وبعد: فإن مؤلف هذا الكتاب الشيخ عبد الرحمن الوكيل قد عرفته وهو طالب في كليات الأزهر، ومنتسباً لجماعة أنصار السنة المحمدية، فبحكم دراسته العالية بالأزهر، غلبته الناحية الأدبية، وبرز فيها، وبحكم انتسابه للجماعة، لم تلعب بعقله كتب علماء الكلام، فعرف التوحيد الخالص مستمداً من كتاب الله تعالى، والسنة الصحيحة، وتتلمذ في ذلك على كتب أهل السنة ككتب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ــ رحمه الله تعالى ــ فاتسع قلبه وعقله لكل كتاب ينأى عن التأويل، وينبو عن التحريف، وقد أسعفه أدبه بالقلم السيال مجدداً تراث أهل السنة والجماعة. ولما كان الشيخ عبد الرحمن ــ رحمه الله تعالى ــ موفور الحظ من الإجادة، وجمال البلاغة، ووضوح المعنى، وغزارة المادة، وسعة الاطلاع، وشرف الغاية، ونبالة المقصد: فقد جمع فأوعى علمًا مصفًى من شوائب البدع وخرافات الصوفية. هيأه ذلك إلى أن يستوعب كتب التوحيد الخالص، فوجد أن التصوف دخيل على الأمة الإسلامية، ينفي ما وصف الله نفسه في كتابه وما وصفه نبيه الكريم (، فأعلن الحرب في كتابته، على كل ما هو غير إسلامي، من بدع تفشت بين المسلمين، فأفسدت عقائدهم، وأبعدتهم عن دينهم.