هذه هي الصوفية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
هذه هي الصوفية تأليف عبدالرحمن الوكيل قام بصف الكتاب ونشره أبو عمر الدوسري www.frqan.com بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الكتاب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين. "أما بعد" فما زلت أذكر، وأنا طالب في معهد طنطا الديني، ذلك الشيخ الشيبة يقسم لن - وعيناه مخضلتان بالدموع ونبرات صوته أصداء عميقة بعيدة الغور من الشجو الولهان، والحنين الهائم، والحرمان الجريح _ يقسم لنا أن في ضريح عبد العال المجاور لضريح البدوي شعرة من رأس الرسول!، وأنها معين حير، وفيض بركة ويمن، ومطاف آمال، ومهوى رجاء!! وأذكر أنني حين سمعت حديثه، يؤكده بقسم غليظ، شعرت بقلبي، وكأنما يود أن ينشق عنه الصدر؛ ليهفو في صبابته الملهوفة إلى معبد الشعرة يقبلها، ويكنها في مهجته، بل شعرت كأنما حملت الملائكة إلى بشرى الخلود!!. وما زلت أذكر أيضاً أنني سألت الشيخ؛ ليطمئن قلبي على هذا الأمل ألحلو الساحر الفتنة، عما جعلهم يوقنون بسبة هذه الشعرة إلى رأس النبي الأعظم؟ فأجاب - تولاه الله بما قدّم - : لقد وضعناها في زجاجة، وأقمنا حولها ذكر وإنشاد، فإذا بالشعرة تذكر مع الذاكرين على دفيف الدفوف، وحنات النايات، والنغم المطرب المرقص من الأناشيد!!. وأذكر أنني آمنت بهذه الأسطورة كأنما هي من الله برهان ساطع!! وأذكر أن الشيخ تداركنا - حتى يحكم القيد - بحجة أخرى، فزعم أنهم وضعو الشعرة تحت الشمس، فلم يجدوا لها ظلاً!! وكان هذا الوثني الجديد حجة عندي تدحض كل ريبة!!. وأذكر - ويارب غفرانك - أن خرافة الشيخ هذه غمرتني بنشوة سكرى خلت فيها أنني أرى الجنة، أو أنني صحابي يتلو عليه الرسول وحي الله!!.