شركيات وعقائد الصوفية
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
شركيات وعقائد الصوفية
للشيخ محمد بن عبد الله الإمام
الجمهورية اليمنية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد : أيها الأخوة يقول الله وهو أصدق القائلين : { فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون * منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون } وجه الشاهد من هذه الآية أن الله أخبرنا أنه فطرنا على الدين ، فما منا من أحد إلا والله فطره على قبول الحق وعلى حب الحق ، ففطرتنا تتفق مع ديننا ليس فطرتنا ضد ديننا وليس ديننا فوق فطرتنا ، فلهذا سمعتم كيف جعل الله الفطرة التي فطرنا عليها هي الدين القيم ، ولهذا جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال عليه الصلاة والسلام : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) المولود كلُ مولود من بني آدم يولد على الفطرة التي هي فطرة الإسلام قبول الإسلام حب الإسلام الرضى بدين الله رب العالمين سبحانه وتعالى ، والرسول عليه الصلاة والسلام يأتنا بخبرٍ عن ربه سبحانه الحديث في صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه والحديث طويل : وفيه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( يقول الله : إني خلقت عبادي حنفاء ) والحنيف : هو المقبل على دين الله رب العالمين ، ولهذا وصف الله أبانا إبراهيم عليه السلام بأنه كان حنيفاً أي مخلصاً فمعنى حنيف مخلص لله رب العالمين سبحانه وليس المائل فقط لأن المائل معنى أن فيه ميول وميول ولكنه الحنيف المخلص فكلنا خلقنا هكذا ، ( قال الله : إني خلقت عبادي حنفاء فجتالتهم الشياطين ) ومعنى أجتالتهم أي أجثتهم وأخذتهم ( أجتالتهم الشياطين فأحلوا لهم ما حرمت عليهم ، وحرمت عليهم ما أحلله لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ) فالشاهد من الحديث أن الشرك