الصوفية والوجه الآخر
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الصُّوفِيَّةُ
والوَجْهُ الآخَر
د. محمّد جَميل غَازي
إعداد
عبد المنعم الجدَّاوي
http://www.saaid.net/
قام بنشر هذا الكتاب [شبكة الدفاع عن السنة]
الخطر الدائم على المسلمين
قال لي أحد الأطباء:
إن الجسم دولة حديثة.. عصرية.. كأحدث ما تكون الدول المعاصرة.. فحينما تدخل الجراثيم متسللة أو مقتحمة أي جسد لأي إنسان.. ماذا يحدث..؟ هناك أجهزة إنذار منتشرة في الخلايا بطول الجسم وعرضه.. هذه "الرادارات" مهمتها أن ترسل إلى أجهزة مقاومة الجراثيم والمتسللين.. معلنة عن مكان الاختراق.. ليس ذلك فحسب، وإنما لأجناس المخربين وأسلحتهم.. وتتحرك الكرات البيضاء نحو المنطقة المخترقة حاملة الأسلحة المضادة المناسبة. ولا تبدأ القتال قبل محاصرة المخربين وتطويقهم.. لتطمئن إلى عدم تسرب العدو المهاجم إلى داخل الجسد فيحدث ارتباكاً أو يتحول إلى طابور خامس.. يمزق الجبهة الداخلية التي يجب أن تظل صامدة.. ويبدأ الحصار ثم القتال، ولا تنتهي مهمة المقاومة عند قتل المخربين والقضاء عليهم.. بل لابد من طردهم من الجسد موتى أو مهزومين في شكل "تقيحات" يقذف بها الجسد خارجه!!
والدعاة في الإسلام.. هم الذين يتصدون لجراثيم الخرافة، والخزعبلات التي تقتحم جسم المسلمين بين الحين والحين، وعلى امتداد القرون.. لكن الجرثومة الكبرى التي نفثت سمومها في المسلمين ولم تفلح المقاومة في حصارها هي جراثيم التصوف، والصوفية.. فقد تفشت في أجساد المسلمين، وأرواحهم، وراحت تعيث فساداً، وهم في نشوة بها.. يترنحون ويرقصون ويتلوون على نغمات دفوفها ومزاميرها، ويحاول الدعاة أن يحاصروها أو يوقفوا عدوانها على بقية أعضاء الجسد لكن الحقيقة تقول إن الدعاة إذا ما حاصروها في عضو تسللت إلى بقية الأعضاء.. وتحصنت فيها وحشدت هي المناطق التي تصيبها لمقاومة الدعاة.. تماماً كالجراثيم التي تنتظر الدواء.. لتتربص به وتقضي عليه حتى تظل وحدها منفردة بالجسم الذي ابتلى بها!!