التزكية بين أهل السنة والصوفية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
التزكية بين أهل السنة والصوفية تأليف أحمد فريد قام بصف الكتاب ونشره أبو عمر الدوسري www.frqan.com بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الحمد لله الذي وهب لنا العقول والأذهان، ومنحنا فصاحة اللسان وألهمنا التبيان، وحضنا على التحلي بالحلي الأدبية، والتخلق بالمكارم العلية، ورغبنا في الاقتداء بالسنن السنية، والاهتداء بالأقوال المرضية الزكية، المتكفلة بالسعادة الدينية والدنيوية، وأرشدنا إلى الطريق الأسنى، وأمرنا بالإحسان والأفعال الحسنى، ونهانا عن الأخلاق الدنيئة اللئيمة، والأفعال الرديئة الذميمة، وأنعم علينا بالبلاغة والبيان. نحمده تعالى والحمد من إحسانه العميم، ونشكره والشكر من إنعامه الجسيم، ونصلي ونسلم على رسوله النبي الأمي الكريم، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد قال أبو الحسن بن هذيل: والذي عليه في التأليف المدار، هر حسن الانتقاء والاختيار، مع الترتيب التبويب، التهذيب والتقريب. قال بعض العلماء: اختيار الكلام أشد من نحت السهام(1). وهذه رسالة لطيفة في التزكية جمعت فيها ما تفرق مما وقفت عليه في أصل من أصول دعوتنا السلفية، وهو الأصل الذي به نجاة الفرد وصلاح الجماعة، ألا وهو التزكية التي تمنن الله بها على عباده المؤمنين بقوله:( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( [النور:21] وأخر في كتابه أنه أرسل نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم يزكى به قلوب الناس فقال تعالى متمننا ببعثته: ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (. [الجمعة: 2]