كسر الصنم
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
::: كتاب كسر الصنم:::
آية الله البرقعي رحمه الله
مقدمة المُراجع
إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا، من يهده الله تعالى فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين وعلى صحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإنَّ الجدلَ على مدار التاريخ كان احدى طرق الوصول إلى الهداية والتحقق من الصواب، نعم، ليست كل هداية في نفوس الخلق وقلوبهم تنشأ لزوماً عن طريق الجدل والمناظرة، لكن الجدل والبحث مع الخصم طريقة معتبرة ومهمة في كثير من الظروف لتحقق المعرفة والهداية المطلوبة، والجدل المهتدي والموصل إلى المطلوب له في تاريخنا اسلوبين وطريقين اثنين:
أولهما: الجدل بين مختلفين منفصلين، أحدهما يملك الحق، متمكنٌ منه، آخذٌ به، مالكٌ لأدلته، وكما هو محيط لجانب الصواب، كذلك هو محيط لجانب الخطأ، والآخر في العدوة الأخرى، أي أنه في الجانب الخطأ، لم يهتد للصواب، أو هو متحير شاك، لم يستقر على أمر ولم يدرك الحقيقة.
هذه الصورة الأولى من صور الجدل كما تنشأ بين مسلم وكافر، أو بين سني وبدعي، كذلك تنشأ بين مختلفين في إطار الحق في مسائل الفقه والعمل.