الإمامة عند الشيعة من خلال مرويات أصول الكافي
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
وفي الحديث الثالث: استدل معلى بن محمد المغالي، وأحمد بن البرقي الشاك في الدين، وراو مجهول آخر، استدلوا لقول الإمام بآية: {إنما وليكم الله والذين أمنوا} وجعلوها خاصة بعلي وأولاده، وادّعوا أن الولي بمعنى الأولى والأحق بينما الولي في هذه الآية تعني الولاية والمحبة بدليل القرائن السابقة واللاحقة. وارجعوا إلى القرآن، فقد قال تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَولِيَاء ... إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... } جاء هؤلاء الرواة الذين نعرف أحوالهم ورووا في هذا الحديث أن علياً كانت له حلة تساوي ألف دينار، وقد أتاه مَلَك في هيئة سائل في مسجد رسول الله وطلب إليه أن يعطيه فأعطاه إياها وقد أنزل الله في وصفه هذه الآية: {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.
ولا بد إذن لأولاد علي (ويعني بذلك الأئمة) الأحد عشر أن يعطي كل واحد منهم في ركوعه زكاة للملائكة لتثبت إمامتهم ويتصفوا بصفة علي في تلك.
لاحظوا الآن: إن هؤلاء الوضاعين لم يكونوا لينتبهوا: وهل تتنزل الملائكة على الأئمة؟ هل ينزل جبريل بعد رسول الله على أحد؟ وهل تحتاج الملائكة إلى الزكاة؟ وهل لبس علي حلة ثمينة كتلك التي قالوا إنها تساوي ألف دينار؟
لقد وضع هؤلاء الروايات، وكذبوا، ورموا ثم تركوا المسلمين يتخبطون في الحيرة والخلاف وأغرقوهم في الخرافات عندما قالوا إن إمام المسلمين قد أعطى الملائكة حلة تساوي ألف دينار، وقد قال بذلك عدد من صانعي المذاهب وصدقوه.