الشهادتان
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الله هذا الاسم الكريم علم على الذات المقدسة التى نؤمن بها ونعمل لها، ونعرف أن منها حياتنا وإليها مصيرنا. والله ـ تبارك وتعالى ـ أهل الحمد والمجد، وأهل التقوى والمغفرة.. لا نحصى عليه ثناء، ولا نبلغ حقه توقيرا وإجلالا. لو أن البشر منذ كتب لهم تاريخ، وإلى أن تمهد لهم على ظهر الأرض حركة ـ نسوا الله وكفروا به، ما خدش ذلك شيئا من جلاله، ولا نقص ذرة من سلطانه، ولا كف شعاعا من ضيائه، ولا غض بريقا من كبريائه، فهو ـ سبحانه ـ أغنى بحوله وطوله، وأعظم بذاته وصفاته، وأوسع فى ملكوته وجبروته من أن ينال منه وهم واهم، أو جهل جاهل. ولئن كنا فى عصر عكف على هواه، وذهل عن أخراه، وتنكر لربه فإن ضير ذلك يقع على أم رأسه، ولن يضر الله شيئا. (( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد * كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير)).
ص _008
الألوهية فى القرآن والحديث عن الله ـ تباركت أسماؤه ـ يتخذ فى القرآن أسلوبا قريبا من الفطرة ، سريعا إلى العقل، بعيدا عن الغموض والتعقيد، مفعما بالوضوح والإشراق. وهذا الحديث يقوم على تعريف الله لخلقه بأوصافه وأفعاله: الله خالق كل شىء. الله نور السموات والأرض. الله على كل شىء قدير. له مقاليد السموات والأرض. له ما سكن فى الليل والنهار. له الخلق والأمر. أن الله كان سميعا بصيرا. إن الله كن على كل شيء حسيبا. إن الله كان بما تعملون خبيرا. وفى أثناء هذا التعريف السهل اليسير تجد القرآن ينفى أوهاما علقت بأذهان الجاهلين عن حقيقة الألوهية، وهى أوهام لا سناد لها من العقل المجرد ولا من الوحى الأعلى. لقد خرقها القاصرون دون وعى ، وقبلها المقصرون دون نقد. ثم شاعت بين الجماهير على أنها عقائد دين، وهى ليست إلا خرافات خابطين ، وظنون مقلدين. ص _009