شذرات الذهب - ابن العماد (العلمية)

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين شذرات الذهب في أخبار من ذهب لعبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي (الكتاب مدقق مرة واحدة) ولادة المؤلف :: 1032 وفاة المؤلف :: 1089 دار النشر :: دار الكتب العلمية ج 1 7 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق ما في الأرض جميعاً للإنسان وركبه في أي صورة شاء على أكمل وضع بأبهر إتقان وجعله بأصغريه القلب واللسان فهذا ملك أعضائه وهذا له ترجمان فإذا صلح قلبه صلح منه سائر الأركان وكان ذلك على فوزه بخيري الدارين أعظم عنوان وإذا فسد فسد جسده واستدل على خسرانه بأوضح برهان قضى سبحانه بأن يبلى ديباجة شبابه الجديدان ويصير حديثاً لمن بعده من أولى البصائر والعرفان وأعد تعالى له بعد النشأة الآخرة إحدى داري العز والهوان حكمة بالغة تجير فيها عقول ذوي الأذهان أحمده حمداً معترف بالتقصير مقر بأن إليه المصير وأشكره شكر من توالت عليه آلاؤه وتتابع عليه من فضله عطاؤه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله أمات وأحيا وخلق الزوجين الذكر والأنثى وألهم نفس كل متنفس الفجور والتقوى فأما أن يزكيها فيسعد أو يدسسها فيشقى قدم إلى عباده بالوعيد وقسمهم كما أخبر إلى شقي وسعيد وأحصى لكل عامل ما فعل من طارف وتليد حتى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وأشهد أن سيدنا محمدأً عبده ورسوله خير نبي أرسله ففتح به آذاناً صماً وأعيناً عمياء وقلوباً مقفلة أرسله على حين فترة من الرسل وطموس لمعالم الهدى والسبل فكانت بعثته أنفع للخليفة من الماء الزلال بل من الأنفس والأهل والصحب والمال إذ بمبعثه تمت للناس مصالح الدارين واتضح لها لهم أقوام الطريقين فطوبى لمن أمسى باتباع شريعته قرير العين وويل لمن نبذ ما جاء به ظهرياً وأخرج هدية من البين اللهم فصل وسلم عليه أفضل صلاة وأكمل سلام وآته الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود أشرف مقام وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل من 8