المرافعة (قصة)
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
قصة
المُرافعة
من تأليف / محمد بن عصبي الغامدي
الناشر
مكتبة دار الطرفين
(1)
سكن إبراهيم مع بعض زملاؤه في مدينة بيشة وكان قد تعدى سن الثلاثين وقت ذاك .... كانوا جميعا من المناطق المجاورة لمدينة بيشة ... كان العمل مناسبا له فبنيته قوية والعمل غير شاق كثيراً وقد كان خدوماً جدا بين زملاؤه وأحس بالسعادة معهم ومضى على التحاقه بالعمل فترة لا بأس بها استطاع أن يجمع من رواتبه ما يمكن له أن يفتح به مشروعاً أو أن يستفيد منه في مجال آخر وبداء يفكر في الزواج أيضاً...........
في تلك الأيام كان قد صدر قرار احد زملاؤه بنقله إلى أبها وعرض على إبراهيم شراء مزرعته التي تقع على طرف رافد من روافد وادي بيشة فناسبته الفكرة وقرر أن يشتري المزرعة ويؤجل الزواج إلى ما بعد ذلك ...
كانت صفقة رابحة فالمزرعة اشتراها كان سعرها مناسب... وهي تستحق أكثر من السعر الذي اشتراها به .. سيما وأن بها مبنى يصلح أن يكون سكناً ومساكن للعمال أيضاً وكذلك بئر... وعليها مكينة ومحاطة بسور وغرف لتربية الأغنام ..... (يعني كانت مجهزة ومتكاملة) ....
كان بها اثنان من العمال المصريين فنقل كفالتهم وأبقاهم معه في المزرعة ... .... اشتغل بها إبراهيم بعد دوامه مع عماله وأعطوا الأرض ما تستحقه من جهد وغدت المزرعة بسبب وفرة المياه ومثابرة اليد العاملة فيها روضة على حافة الوادي ... غرست فيها أشجار النخيل والعنب والجوافة والليمون وحفت بها أشجار الكينة والبزروميا من جوانبها الأربع حتى أصبحت مهوى الطيور التي تغرد في جوانبها صباحاً ومساءً.... وتبعث السرور في قلب كل عابر وزائر ....
أمضى إبراهيم في ذلك ما يقارب السنتين بعد شراء المزرعة وجهز البيت الذي داخل المزرعة ليكون عشاً للزوجية وبدأ عند ذلك يبحث عن من يشاركه العيش فيه ..