المعمى في التراث العربي وموقف البلاغيين منه
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
المقدمة
اتفق الباحثون قدامى ومحدثون على ان اللغة العربية ـ على قدمها ـ حضيت بمزايا تتجد كلما تقدمت الدراسات اللغوية على اختلاف فروعها وارجعوا ذلك الى خصائصها اللفظية والتركيبية ودلالاتهما; إذ انفردت اللغة العربية عن اللغات الاخر مثلا بكثرة الالفاظ التي تستخدم للتعبير عن المعنى الحقيقي والمعنى المجازي في الوقت ذاته وقد اولى العلماء اللغة العربية اهتماما بالغا كونها لغة القرآن الكريم فلابد من الحرص عليها دفعا لوقوع الخطأ في القراءة او الكتابة الذي شاع بعد الفتوحات الاسلامية واختلاط الاعاجم في المجتمع الاسلامي مما دفع العلماء لدراسة اللغة دراسة دقيقة اثمرت نتائج علمية مهمة في اللسانيات العربية، فقد نهضوا بدراسات صوتية هامة فدرسوا الحروف العربية ووضحوا مخارجها وصفاتها، وبينوا تواترها وتنافرها، كما اهتموا بدراسة النحو والتراكيب، والصرف والأبنية، والدلالة وعلاقتها بغيرها، كما نسب اليهم السبق في وضع المعاجم اللغوية على اختلاف أنواعها ومناهج ترتيبها مما ادى الى نتائج علمية مهمة في ظهرت اثارها في ميادين اللغة المختلفة شعرا ونثرا فقد تعددت اشكال التعبير في اللغة العربية وما يتميز به كل شكل من هذه الاشكال من تنوع التراكيب واختلاف الالفاظ حسب السياق وما يقتضيه المقام ومن الاساليب التي عرفت عند العرب في فني النظم والنثر فن (المُعَمى) الذي يعد طريقة من طرائق العربية في التركيب والدلالة وهو موضوع البحث في الصفحات القادمة واقتضت طبيعة الموضوع ان يقسم على مقدمة وهي التي بين يدي القارئ وتمهيد عرضنا فيه لتعريف المعمى لغة واصطلاحا ونشأة والفصل الاول تناولنا فيه اقسام المعمى وطرق التعمية واهم الاسباب التي ادت الى ظهور المعميات في التراث العربي والفصل