نظرية بلاغة الحديث النبوي

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
نظرية بلاغة الحديث النبوي الشريف حقائق وشبهات (القسم الأول) أ.د. عيد بلبع الحديث النبوي الشريف خطاب تعليمي بما تتضمنه الغاية التعليمية من تحقق الغايات التشريعية والتبيينية؛ لأن هذه الغايات تندرج جميعها في الغاية التعليمية، وإن جمع الحديث النبوي الشريف بين هذه الغايات جعل له خصوصية بين أنواع الخطاب المختلفة، إلى جانب خصوصية كونه ليس خطاباً بشرياً خالصاً، وهذه الخصوصية تتطلب رؤية في التنظير البلاغي تراعيها وتتناسب معها وتكشف عن سماتها الفريدة؛ لأن إغفال هذه الخصوصية من شأنه أن ينطوي على بعض الشبهات أو يثير بعض الشبهات. والشبهة مغايرة للحقائق الجلية تنم عن رؤية غائمة يختلط فيها الحق بالباطل والصواب بالخطأ، بتأثير غياب الحقيقة، أو بتأثير التباس الصواب بالخطأ، أو بتأثير الاضطراب الاستنتاجي بين المقدمات والنتائج، وتتشعب الشبهات التي ظهرت في الدراسات البلاغية للحديث النبوي الشريف بين شبهات مثارة جاءت في بعض الدراسات التي تعرضت لبلاغة الحديث النبوي الشريف، وشبهات مثارة على مستوى التنظير، وإن الذي يدفعنا دفعاً إلى وصف هذه الأخيرة بالشبهة هو تأثيرها السلبي الفعلي في الواقع الفعلي للدرس البلاغي، فربما جاءت هذه الشبهات في المسكوت عنه غير المصرح به عند بعض الباحثين في البلاغة، فدفعتهم هذه الشبهات إلى الإحجام عن تناول الحديث النبوي بالبحث والدرس، لتظل هذه الشبهات منطوية في المسكوت عنه على مستوى البحث البلاغي وإن كان تأثيرها السلبي بادياً قوياً، ومن هنا تأتي الضرورة البحثية لعرض هذه الشبهات، ففي عرضها وتفنيدها إقرار لحقائق تتعلق بضرورة معرفية للبحث البلاغي في الحديث النبوي الشريف، ليأتي عرض هذه الحقائق بمثابة الدعوة لتواصل البحث البلاغي في الحديث الشريف.