آفاق الرواية ((البنية والمؤثرات))

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
آفاق الرواية (( البُنية والمؤثرات )) البريد الالكتروني: unecriv@net.sy E-mail : aru@net.sy موقع اتحاد الكتّاب العرب على شبكة الإنترنت http://www.awu-dam.org (( محمد شاهين آفاق الرواية (( البُنية والمؤثرات )) - دراسة - من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2001 حول أدبيات الرواية تبدأ آنا كارنينا، تحفة تولستوي الروائية بالقول: إنّ حياة كل عائلة سعيدة تشبه حياة غيرها من العائلات السعيدة، أما تاريخ كل عائلة بائسة فهو تاريخ له خصوصية متميزة ومختلفة. كثيراً ما يقتطف النقاد والقراء هذه البداية، كمثال على البداية الموفقة في العمل الروائي. ولا داعي أن ننثر هذه العبارة المكثفة الموحية بشمولية التقنية. ولكن يكفي أن نقول هنا إن الراوي كما يشير تولستوي يضع القارئ بادئ ذي بدء في الإطار العام لمنظور الرواية، ولا يجعله يحيد عن هذا المنظور حتى آخر جملة في الرواية. وكأن الراوي يخبر القارئ بداية أن استبعاد واقع الحياة السعيدة لما فيه من تسطيح مستهلك يفضي بنا في النهاية إلى الاحتفاظ بذلك الواقع الذي يسير في الاتجاه المغاير، لما فيه من مد وجزر تحتّمه طبيعة الصراع في ذلك الواقع، إذ إنه سيعطي الراوي ومن ثم القارئ فرصة يسبر فيها أغوار النفس البشرية المترامية الأطراف. إحدى القراءات لهذه البداية هو أن كل رواية مثل حياة كل أسرة بائسة لها تميزها واختلافها، بمعنى أن لكل رواية خصوصية لا تتكرر في رواية أخرى. ولعل ما يجعلنا نقبل بشغف على قراءة الرواية هو ذلك الاختلاف بينها وبين غيرها من الروايات، وهذا أيضاً ما يجعلنا نقبل على عقد المقارنات المبنية على الاختلاف المتميز لا على التشابه البيّن.