رحلة إلى شواطئ الجسد
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
رِحْلَةٌ.. إلى شَوَاطِئِ الجْسَدْ
شعر
الحقوق كافة
محفوظة
لاتحاد الكتّاب العرب
البريد الالكتروني: E-mail : unecriv@net.sy
الانترنيت ... : Internet : : aru@net.sy
تصميم الغلاف للفنانة : خولة الخطيب
} }
محمّد إبراهيم عيّاش
رِحْلَةٌ.. إلى شَوَاطِئِ الجْسَدْ
- شعر -
من منشورات اتحاد الكتاب العرب
1999
الجرح العربي
أمْسَتْ تعانقني،
على طيفِ الرّحيلِ،
تجيئني الأحلامُ،
مِنْ جُرح القصيدةِ
أبدأ المشْوار،
أوغِل بين أدغال المسافةِ
تحت داليةٍ أقطّر دمْعتي
والصّمت يبتدئ السّؤال
ولا مفرَّ
وقدْ تدغدغني الشّجونُ عن السُّلافةِ
أنتشي في لحظةٍ،
واللّيل يُسكِر مُقلتيَّ
فكيف أجْهشُ في البكاءْ
عيني ترى عند امْتثالِ الجْرُحِ أغنيةً
وقلبي.. مِنْ جَنى الأسرار،
يعصرهُ الجْفاءْ.
بالأمْسِ كُنْتُ هديَّةً للعابثينَ،
وما رأيْتُ دُخان أضحيتي،
على نار المواقدِ،
والعداةُ يصادرون الرّيحَ من حول الأثافي،
ينشرون الرُّعبَ،
ينتشرون في عرض البلادِ..
على مسافةِ جُرحنا المفتوحِ..
يبتدعون أغنيةً،
يردّدها عبيدُ الشّهوةِ الأسرى
على شَبَق اللّقاءْ
والرّابضون على الجْبالِ،
يقلّمون الوقْتَ
والغزلان تنفر في البراري،
أيَّنا صار الطريدةَ
والمدى عصفورة أرخَتْ جناحَيْها،
وتاهَتْ في الفضاءْ
قالَتْ لي الخنساءُ
-في يوم الفجيعةِ، والدّماء تفورُ في أَجْسادنا-:
انهزمَ الغزاةُ،
وكانت الدّنيا على وَشَكِ الهروبِ..
فهل يبدّدني ابتداءٌ؟!
أوْ يجمّعني انتهاءْ؟!
وأصارع الأهوالَ،
فالتّرحال مصيدةٌ على مرمى دروبِ الحزْنِ،
والصّيادُ أنثى منْ رعاةِ الطّهْرِ،
أرْختْ مُقْلتيها،
وارتمَتْ في هودجٍ،
ويلفّها ثوبٌ مِنَ العشقِ المجسَّدِ،
همسةٌ حُبَلى لسيِّدةِ الظّلال.
كنَّا على مرمى الدّموعِ،
نقلّمُ الأظفارَ،
نُحيي ليلةَ النّصْر الكبيرِ،
وننشدُ الأشعارَ،
نبني نشْوة الأفراح مائدةً،
على رُفّ كبير مِنْ رُخَامْ
مِنْ طهر أفئدةِ اليتامى والنّساءِ،