أوراق حلم الحقوق كافة محفوظة لاتحاد الكتّاب العرب البريد الالكتروني: unecriv@net.sy E-mail aru@net.sy موقع اتحاد الكتّاب العرب على شبكة الإنترنت www.awu-dam.org (( ماري رشو أوراق حلم - قصص - منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2005 إشارات قلّبتْ صفحات الجريدة التي حفظتْ أبوابها وزواياها، وأسماءَ من يكتب فيها. ابتسمتْ في سرّها. باستطاعتها التوصّل إلى تلك الصفحة الخاصّة به، وهي مغمضةُ العينين، وباستطاعتها معرفة مقالته من عنوانها. سجّلت في مفكّرتِها تلك الملاحظة، واعتبرتها إشارةً إلى أولى الروابطِ التي ستجمعُها به. لا تذكر كيف حدث هذا. تذكر إعجابَها به منذ القراءاتِ الأولى، فهو يكتبُ ببساطةٍ وحب. قد تلفتُ انتباهَهُ زهرةٌ أو غصنُ ورد. دمعةُ طفل أو حزنُ امرأة،وقد يتفانى وهو يكتبُ عن بيته أو بلده. كان عاشقاً للغته، وكأنه ينشد بها الشعرَ والغزل. هل كان عاشقاً؟ ربما، وربما مفكّراً، أو مناضلاً. في كل الأحوال هو رجلٌ مختلف. ترك في نفسها ألفَ بصمة، وهي التي تعرف أن للبصمات دوراً، خاصة حين تلامس الروح والنفس، كما يحدث معها كلما قرأت له. تنقلها الكلماتُ تارة إلى الحب، فتعيش الذكرى بحلوها ومرّها، وتارة إلى الغربة فتشعر بغصّة وتتذكّر أصدقاء الطفولة، وتبكي تارة مع أطفال فقدوا أحلامهم الجميلة، أو مع أمّهات أثكلهن الظلمُ، وكم من مرّة اعتقدت بأنها هي التي فرحت وحزنت وكتبت؟ وكم من صباح استعجلت فيه لابتياعِ صحيفتِها المفضّلة. كان اللقاء به عبر الكلمات أهم أحداث اليوم الذي تنتظره.

أوراق حلم الحقوق كافة محفوظة لاتحاد الكتاب العرب البريد الالكتروني: unecriv@net.sy E-mail aru@net.sy موقع اتحاد الكتاب العرب على شبكة الإنترنت www.awu-dam.org (( ماري رشو أوراق حلم - قصص - منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2005 إشارات قلبت صفحات الجريدة التي حفظت أبوابها وزواياها، وأسماء من يكتب فيها. ابتسمت في سرها. باستطاعتها التوصل إلى تلك الصفحة الخاصة به، وهي مغمضة العينين، وباستطاعتها معرفة مقالته من عنوانها. سجلت في مفكرتها تلك الملاحظة، واعتبرتها إشارة إلى أولى الروابط التي ستجمعها به. لا تذكر كيف حدث هذا. تذكر إعجابها به منذ القراءات الأولى، فهو يكتب ببساطة وحب. قد تلفت انتباهه زهرة أو غصن ورد. دمعة طفل أو حزن امرأة،وقد يتفانى وهو يكتب عن بيته أو بلده. كان عاشقا للغته، وكأنه ينشد بها الشعر والغزل. هل كان عاشقا؟ ربما، وربما مفكرا، أو مناضلا. في كل الأحوال هو رجل مختلف. ترك في نفسها ألف بصمة، وهي التي تعرف أن للبصمات دورا، خاصة حين تلامس الروح والنفس، كما يحدث معها كلما قرأت له. تنقلها الكلمات تارة إلى الحب، فتعيش الذكرى بحلوها ومرها، وتارة إلى الغربة فتشعر بغصة وتتذكر أصدقاء الطفولة، وتبكي تارة مع أطفال فقدوا أحلامهم الجميلة، أو مع أمهات أثكلهن الظلم، وكم من مرة اعتقدت بأنها هي التي فرحت وحزنت وكتبت؟ وكم من صباح استعجلت فيه لابتياع صحيفتها المفضلة. كان اللقاء به عبر الكلمات أهم أحداث اليوم الذي تنتظره.