رفع الملام عن الإئمة الأعلام - ت: الشحود
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
رفعُ الملامِ عنِ الأئمةِ الأعلامِ
لشيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةِ رحمهُ اللهُ
تقديم وتعليق
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
حقوق الطبع لكل مسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا- مقدمةٌ هامةٌ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهذه رسالة نادرةٌ من رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ألا وهي (( رفع الملام عن الأئمة الأعلام ))
وهذه الرسالة (( على وجازتها )) هي من أفضل ما كتب في أسباب اختلاف الفقهاء، ولا سيما في عدم الأخذ بالحديث .
وقد ركز فيها شيخ الإسلام رحمه الله على الأسباب التي جعلت الفقهاء يختلفون ، وخاصة بسبب السنة النبوية ، وذكر أسبابا عشرة لعدم عمل الفقيه بحديث ما ، ثم عذر الجميع ، ثم بين أنَّ الحجة بما ثبت ، فلا عذر للمقلدين إذا تبين لديهم أن من يقلدونهم قد أخطؤا وخالفوا السنة بغير قصد ، وتعرض لإعذار الفقهاء من الإثم خطئهم في الاجتهاد،وبين أن الوعيد لا يلحق واحدا منهم ، وذكر أسبابا عديدة لتخلف الوعيد ، وبين أن هناك انفكاكا بين الوعيد الوارد في النصوص على مخالفة شرعية ، وبين تطبيقه على الفقهاء أو على المعيَّن ، وعذرهم في ذلك ، ورد على من يدعي ثبوت الوعيد في حقِّهم ، وبين أنه من الواجب على من له بصر بالأدلة السير وراءها ، وعدم اتباع الهوى ، وبين أن من اتبع الهوى فهو غير معذور ، مأزور غير مأجور ،إلى غير ذلك من النفائس التي تضمنتها هذه الرسالة النادرة .
بل أقول : هي (( فيما أرى )) أفضلُ رسالة على الإطلاق تتحدث عن هذا الموضوع الجلل .
وقد قرأت كثيرا في هذا الموضوع بل لم أترك كتابا ألف فيه (( ووقع بين يدي )) إلا وقد اقتنيته وهي تزيد على الثلاثين ما بين كتاب وبحث قديما وحديثا ومنها رسالة ولي الله الدهلوي رحمه الله (( الإنصاف في أسباب الاختلاف )) وهي رسالة قيمة جدا .