مناظرة مع طائفة الرفاعية - ط القاسم
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
مناظره مع طائفة الرفاعيه
لشيخ الاسلام ابن تيميه
دارالقاسم
بسم الله الرحمن الرحيم
من هو الشيخ أحمد الرفاعي التي نتسب إليه الطريقة (¬1) ؟
الحافظ - الذهبي - أثنى على الشيخ أحمد الرفاعي ثناء بالغًا ووصفه - في كتابه سير أعلام النبلاء - بأنه: «الإمام، القدوة، العابد، الزاهد»، وبأنه: «كان كثير الاستغفار، عالي المقدار، رقيق القلب، غزير الإخلاص»، لكنه أعقب ذلك بقوله: «لكن أصحابه فيهم الجيد والرديء، وقد كثر الزغل فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات»، ونبه على أن: «هذا لم يعرفه الشيخ ولا صلحاء أصحابه».
وهنا يجب الانتباه على التوقف والتثبت من صحة ما ينسب إلى الرافعي من الأقوال والأفعال ومن البدع والشركيات وغير ذلك مما ينسب إليه، وقد حذر الشيخ الرفاعي أصحابه من هذا الأمر وكأنه كان يحس بأنه سيكون منهم من يغلو فيه ويكذب عليه من بعده فقال لهم: «لا تسبوني من بعدي !! فقالوا: وكيف نسبك وأنت إمامنا وقدوتنا !! قال: تقولون قولاً لم أقله، وتفعلون أمرًا لم أفعله فيراكم الناس ويسمعونكم فيقولون: لولا أنهم رأوا شيخهم ولولا أنهم سمعوا شيخهم ما قالوا وما فعلوا ... كل شيء خرج عن كتاب الله وسنة رسوله ? فليس منا».
وهذه كلمات من نور توضح ما كان عليه الشيخ من اتباع السنة وذم البدعة، بخلاف ما عليه طوائف الرفاعية من ضرب الشيش ومسك الأفاعي، وحلقات الرقص والغناء، لذا كان من الخطأ التعرض للشيخ عند الإنكار على أتباعه، فإنه يجب التفريق بين الرفاعي وبين الرفاعيين، إذا حصل وقوع التبديل فيما جاءت به الأنبياء فليس ببعيد أن يقع التبديل والتشويه لحقيقة ما كان عليه الشيخ، ونسبة الأقوال والأفعال إليه كذبًا.
¬__________
(¬1) من مقدمة الأستاذ عبد الرحمن دمشقية لكتاب المناظرة.