تلخيص كتاب الاستغاثة = الرد على البكري
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
ولم يحم حول العلم الموروث عن سيد ولد آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد تعدى على الأعراض والأموال بكثرة القيل والقال فأحدهم ظالم جاهل لم يسلك مسلك في كلامه مسلك أصاغر العلماء بل يتكلم بما هو من جنس كلام العامة الضلال والقصاص والجهال ليس في كلام أحدهم تصوير للصواب ولا تحرير للجواب كأهل العلم أولي الألباب ولا عنده خوض العلماء أهل الاستدلال والاجتهاد ولا يحسن التقليد الذي يعرفه متوسطة الفقهاء لعدم معرفته بأقوال الأئمة ومآخذهم
والكلام في الأحكام الشرعية لا يقبل من الباطل والتدليس ما ينفق على أهل الضلال والبدع الذي لم يأخذوا علومهم عن أنوار النبوة وإنما يتكلمون بحسب آرائهم وأهوائهم فيتكلمون بالكذب والتحريف فيدخلون في دين الإسلام ما ليس منه وإن كانوا لضلالهم يظنون أنه منه وهيهات هيهات فإن هذا الدين محفوظ بحفظ الله له
ولما كانت ألفاظ القرآن محفوظة منقولة بالتواتر لم يطمع أحد في إبطال شيء منه ولا في زيادة شيء فيه بخلاف الكتب قبله قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} بخلاف كثير من الحديث طمع الشيطان في تحريف كثير منه وتغيير ألفاظه بالزيادة والنقصان والكذب في متونه وإسناده فأقام الله له من يحفظه ويحميه وينفي عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فبينوا ما أدخل أهل الكذب فيه وأهل التحريف في معانيه كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لا يزال طائفة