كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي - العلمية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
المجلد الأول مقدمة ... بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الكتاب الحمد لله مصور النسم في شبكات الأرحام بلا مظاهرة ومعونة, ومقدر القسم لطبقات الأنام بلا كلفة ومئونة, شارع مشارع الأحكام بلطفه وأفضاله, ناهج مناهج الحلال والحرام بكرمه ونواله, مبدع فرائد الدرر من خطرات الفكر بسحائب فضله وإكرامه, منشئ لطائف العبر من شواهد النظر برواتب طوله وإنعامه, الذي أكمل بعنايته رونق الدين وأبهة الإسلام, وصير برعايته الملة الحنيفية مرتفعة الأعلام, نحمده حمدا تاه في وصفه أفهام العقلاء, ونشكره شكرا حار في قدره أوهام الألباء, على ما أوضح مناهج الشرع ورفع معالمه, وأحكم قواعد الدين وأثبت دعائمه. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة رسخت عروقها في صميم الجنان, ودعت صاحبها إلى نعيم الجنان. ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي جبله الله من سلالة المجد والكرم, وبعثه إلى كافة الخلق والأمم, فأبان معالم الدين وأثاره, وأضاء سبل اليقين ومناره, حتى سطع نور الشرع عن ظلام الجفاء بحسن عنايته, وظهر نور الدين عن أكمام الخفاء بيمن كفايته, صلى الله عليه وعلى آله الذين لم تستر أقمار دينهم بغمام الشك والبداء, ولم تحتجب أنوار يقينهم بأكمام الأهواء, صلاة تتجدد على تعاقب الليالي والأيام, وتتزايد على انتقاص الشهور والأعوام, وسلم تسليما. "وبعد" فإن علوم الدين أحق المفاخر بالتوقير والتبجيل, وأولى الفضائل بالتفضيل والتحصيل, إذ هي الطريقة المسلوكة لنيل السعادات في الدنيا, والمرقاة المنصوبة إلى الفوز بالكرامات في العقبى, بنورها يهتدى من ظلمات الغواية إلى سبيل الرشاد, وبيمنها يرتقى من حضيض الجهالة إلى ذروة الاجتهاد, لا سيما علم أصول الفقه الذي هو أصعبها مدارك, وأدقها مسالك, وأعمها عوائد, وأتمها فوائد, لولاه لبقيت