المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل - العلمية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
مقدمة ... بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك يا من هو محمود بكل لسان حمد من اتصف بالإيمان بقوله وعمله والجنان وننزهك يا من ليس كمثله شيء فلا يشغله شأن عن شأن ولا يخلو من علمه مكان عن كل ما يصفك به أولو الزيغ والطغيان والافتراء والبهتان نصفك بما وصفت به نفسك في كتابك المنزل وبما بلغنا عن نبيك المصطفى المرسل من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل ونكل علم حقيقة ذلك إليك يا واجب الوجود ويا مفيض الكرم على عبادك والجود سبحانك لا تمثلك العقول بالتفكير ولا تتوهمك القلوب بالتصوير فالخلق عاجزون عن كنه الحقيقة ولو خبروا العلم بأجمعه ودقيقه. ونشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك شهادة مقر بالعبودية لا يجعل بينك وبينه أندادا ولا ينقاد إلا إلى شرعك الذي أوحيته إلى نبيك انقيادا ويجتهد فيما يرضيك من الاعتقاد والعمل اجتهادا عله أن يبلغ من رضاك ورحمتك مرادا وأن ترزقه في دنياه وأخراه إسعادا. ونشهد أن محمدا عبدك ورسولك خير خلقك ومهبط وحيك والمبلغ لشرعك والأمين على ما أنزلت عليه من كتابك ودينك: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ} [آل عمران: 19] صلى الله عليه وعلى آله وصحبه عموما البررة الكرام السادة الأعلام ما سرت في ميادين الطروس وعلى جباهها الأقلام وما غردت حمائم الأيك على الصون وأطرب العيس حادي العيس بألطف الألفاظ وأعذب اللحون واستنبط من الكتاب العزيز وما صح عن المصطفى المختار أدق المعاني المستنبطون وسلم تسليما. أما بعد فيقول الفقير لعفو ربه المنان عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد المشهور كأسلافه بابن بدران أنني لما من الله علي بطلب العلم هجرت له الوطن والوسن1 وكنت أبكر فيه بكور الغراب وأطوف المعاهد لتحصيله __________ 1 الوسن: قال الله تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} ؛ أي لا يأخذه نعاس ولا نوم، وتأويله أنه لا يغفل عن تدبير أمر الخلق، تعالى وتقدس. [لسان العرب، مادة: وسن]