تاريخ الخلفاء - مطبعة السعادة
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
خطبة المؤلف و فيها بيان الداعي إلى تأليف الكتاب
أما بعد حمد الله الذي وعد فوفى و أوعد فعفا و الصلاة و السلام على سيدنا محمد سيد الشرفاء و مسود الخلفاء و على آله و صحبه أهل الكرم و الوفاء فهذا تاريخ لطيف ترجمت فيه الخلفاء أمراء المؤمنين القائمين بأمر الأمة من عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى عهدنا هذا على ترتيب زمانهم الأول فالأول و ذكرت في ترجمة كل منهم ما وقع في أيامه من الحوادث المستغربة و من كان في أيامه من أئمة الدين و أعلام الأمة
و الداعي إلى تأليف هذا الكتاب أمور :
منها أن الإحاطة بتراجم أعيان الأمة مطلوبة و لذوي المعارف محبوبة و قد جمع جماعة تواريخ ذكروا فيها الأعيان مختلطين و لم يستوفوا و استيفاء ذلك يوجب الطول و الملال فأردت أن أفرد كل طائفة في كتاب أقرب إلى الفائدة لمن يريد تلك الطائفة خاصة و أسهل في التحصيل فأفردت كتابا في الأنبياء صلوات الله عليهم و سلامه و كتابا في الصحابة ملخصا من الإصابة لشيخ الإسلام أبي الفضل بن حجر و كتابا حافلا في طبقات المفسرين و كتابا وجيزا في طبقات الحفاظ لخصته من طبقات الذهبي و كتابا جليلا في طبقات النحاة و اللغويين لم يؤلف قبله مثله و كتابا في طبقات الأصوليين و كتابا جليلا في طبقات الأولياء و كتابا في طبقات الفرضيين و كتابا في طبقات البيانيين و كتابا في طبقات الكتاب ـ أعني أرباب الإنشاء ـ و كتابا في طبقات أهل الخط المنسوب و كتابا في شعراء العرب الذين يحتج بكلامهم في العربية و هذه تجمع غالب أعيان الأمة و اكتفيت في طبقات الفقهاء بما ألفه الناس في ذلك لكثرته و الإستغناء به و كذلك اكتفيت في القراء بطبقات الذهبي و أما القضاة فهم داخلون فيمن تقدم و لم يبق من الأعيان غير الخلفاء مع تشوق النفوس إلى أخبارهم فأفردت لهم هذا الكتاب و لم أورد أحدا مما ادعى الخلافة خروجا و لو لم يتم له الأمر ككثير من العلويين و قليل من العباسيين