خطط الشام ج 5
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الجزء الخامس
التاريخ المدني
[الجيش]
جيوش الأشوريين والفراعنة والعبرانيين:
لم تغلب القبائل الأولى التي كانت تسكن الشام على أمرها، إلا يوم جاءها من أشور جيش منظم في الجملة أغار عليها واستصفى أرضها، وإذا عرفنا أن الأشوريين عرفوا بسفك الدماء، وأنهم طالما أسروا شعوبا برمتها، وأنهم يعتقدون في ملوكهم الخلافة عن اللّه في الأرض كما كان الروس والعثمانيون يقولون بذلك إلى عهد قريب-ندرك مبلغهم من الطاعة، وأن الأرواح كانت نهب صاحب الشأن، ينهبها كما يشاء، ويصرفها في السبيل التي يراها. والدولة التي تستطيع أن تأسر أمة بأسرها، تجيش جيشا يستميت في قيام أمرها، ويطيع قواده طاعة عمياء.
كان الأشوريون أو الكلدان يغزون في فصل الربيع من كل عام، وسلاحهم الرمح والسيف، والترس، والدرع، والقوس والنشاب، ولهم من أدوات النقل المركبات والعربات، واخترعوا آلات لافتتاح المدن والقلاع.
يقسمون جيوشهم ثلاث فرق، فرقة المشاة وهم القواسة، وفرقة الفرسان وهم الرماحة، وفرقة راكبي العربات الحربية وهم حاملو السيوف والأتراس.
وكانت الأوامر تصدر إلى القواد من الملك مباشرة، وتبلغ إلى من يلزم على نظام غريب، ولم يؤثر أن غلب الجيش الأشوري في وقعة واحدة.