أباطيل وأسمار

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
الإسلام آناؤه ولكن ربما رشح بالإلحاد إناؤه فهذا لا يقال في شيء قد انقضى في زمن الغضارة والجهل على أن الباخرزي يأتي بقاصمة الظهر فيقول بعد ذلك في شعر صباه ورأيت ديوان شعره الذي سماه سقط الزند وهتف فيه كالحمام على فنن غض النبات من الرند فلا ينكر من هذا الشعر شيئا بل يثنى عليه. فهؤلاء الثلاثة المتعاصرون يقطع حديثهم عن شيخ المعرة بأن ما جاء في خبر الراهب باطل لا يقول إلا جاهل بشهر أبي العلاء وبالزمن الذي ظهرت فيه تهتمه في ينه ولا يقوله إلا ظنين أي متهم في نفسه أو عقله يحسب أن الناس كلهم مثله جهال بلا عقول ولا يقوله إلا مختلط العقل من سمادير الهوى والإدمان والسمادير ما يتراءى للمخمور إذا دار رأسه من سكر الشراب وكأني به سمع ما يقول الناس عن دين شيخ المعرة فقال يتباهى بطرفة من الطرائف كأنها علم خفي على غيره وكأنه سمع قول أبي الأسود الدولي في طلب العيش: وما طلب المعيشة بالتمني ... ولكن أَلْقِ دَلْوَكَ في الدُّلاءِ تجِئْكَ بملئها يوما ويوما ... تَجِئك بحماة وقليلِ ماءِ (والحماة، الطين الأسود المتن). وليس هذا بمستغرب من مثله لأننا وجدنا في زماننا آية ذلك ومصداقة في كل فن من فنون القول شعرا ونثرا ورواية وترجمة للرجال وتحليلا لروائع الفن وتاريخا للعصور إلى آخر هذه السلسلة المنظومة وكل ما أسلفت دال أوضح الدلالة على أن قائل الخبر الذي رواه القفطي ليس معاصرا لأبي العلاء لأنه لو كان معاصرا لقال كما قال معاصروه ولم تظهر في قوله البينة على كذب وإذ لم يكن معاصرا فلا يؤخذ منه شيء إلا بالحجة وإن كنا لا نقبل شيئا إلا بالحجة التي يقبلها العقل السليم من الآفات من معاصر وغير معاصر. وأما الخلفية التاريخية وبالله نستدفع البلايا وهي صدر خبر الراهب فله حديث هو أحق به إن شاء الله، (والعرض مستمر).