الحيوان - ت: عبد السلام هارون

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
( الجزء الأول ) ( خطبة الكتاب ) ( بِسم اللَّه الرَّحمن الرحيم ) ( وبه ثقتي ) جَنَّبَك اللّهُ الشُّبْهةَ وَعصَمك من الحَيرة وجَعلَ بينك وبين المعرفة نسباً وبين الصدق سَبَباً وحبَّب إليك التثبُّت وزيَّن في عينك الإنصاف وأذاقك حلاوة التقوى وأشعرَ قلبكِ عِزَّ الحقّ وأودَعَ صدرَك بَرْدَ اليقين وطرد عنك ذلَّ اليأس وعرَّفك ما في الباطل من الذلَّة وما في الجهل من القِلَّة ولعمري لقد كان غيرُ هذا الدعاء أصوبَ في أمرك وأدلَّ عَلَى مقدارِ وزنك وعلى الحال التي وضعْتَ نفسك فيها ووسَمْت عرضَك بها ورضيتها لدينِك حظًّا ولمروءتك شِكلاً فقد انتهى إليَّ مَيلُكَ على أبي إسحاق وحَملُك عليه وطعنُك على مَعْبَدٍ وتنقّصك له في الذي كان جَرَى بينَهما في مساوي الديكِ ومحاسِنِه وفي ذكرِ منافع الكلب ومضارِّه والذي خرجَا إليه من استقصاءِ ذلك وجمْعِه ومن تتبُّعِه ونظمِه ومن الموازَنَة بينَهما والْحُكم فيهما ثم عبتَني بكتاب حيل اللصوص وكتاب غِشّ الصناعات وعبتَني بكتاب المُلَح والطُّرَف وما حَرَّ من النوادر وبَرُد وما عاد بارده حارًّا لفَرْط برده حتى ____________________