تنوير الأبصار بما في الرماية من المنافع والأضرار
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله , نحمده تعالى , ونستعينه , ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
[آل عمران]
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } [سورة النساء ]
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } [الأحزاب].
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله , وأحسن الهدي هدي محمد صلى االله عليه وعلى آله وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار .
ثم أما بعد :
فإني أحمد الله الذي يسر لي طلب العلم , وحببه إليّ, كماحبب إليّ نصح المسلمين , وبيان الحق لهم .
وإننا نشاهد في أيامناهذه , إقبالاعلى الحق الصافي المنبثق من القرآن الكريم, وصحيح السنة , على ما كان عليه السلف الصالح , ومن تبعهم .
فهذه نعمة من الله , يمن بها على من يشاء من العباد .
والمسلمون قد سئموا الانحرافات , وذاقوا مرّها , وتجرعوا بسببها الذل, وحصدوا الشر , وخسروا العز والسعادة . ولهذا أصبحوا يبحثون عمن يأخذ بأيديهم إلى الخير من الأمناء , والغيورين على دين الله, ولا شك أن من كان عنده غيرة على دين الله , واهتمام بشأن المسلمين , أنه يسوؤه ما يرى من فتن تجرف المسلمين , وتحول بينهم وبين السعادة , والأمن , والاستقرار
ولا يسعه إلا أن يجرد نفسه , للدفاع عن الحق , وأهله.