براءة الصحابة الأخيار من التبرك بالأماكن والآثار
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
براءةُ الصَّحابة الأخيار من التبرُّك بالأماكن والآثَار
(حوار مع د/ عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ)
تأليف
ربيع بن هادي عُمير المدخلي
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه:
أما بعد:
فقد اطلعت على كتاب للدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ، سماه بـ " الآثار النبوية بالمدينة المنورة ووجوب المحافظة عليها وجواز التبرك بها " (¬1).
وهذا فيما يبدو لي أن من بواعثه حب النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن هذا الحب جر القارئ ومن على مذهبه في التعلق بالآثار إلى ما يبغضه الله ورسوله ألا وهو: الغلو في حب النبي - صلى الله عليه وسلم - وحب آثاره والتعلق بها والحث على تتبعها والتبرك بها والحق أن حب الله وحب أنبيائه ورسله والمؤمنين أمرٌ أوجبه الله وشرعه لعباده، والله تعالى يُحَبُّ لذاته، والأنبياء والرسل والملائكة والمؤمنون يحبون من أجل الله.
لكن هذا الحب قد ضبطه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بالتوسط والابتعاد عن الغلو، والغلو: هو الزيادة في الأشياء عمَّا شرعه الله وحدَّده.
فالمؤمن يحب الله تعالى، ويقبل على عبادته من صلاة وصيام وذكر وغير ذلك.
فإذا زاد في هذه العبادات عمَّا شرعه الله على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقربا إلى الله وحباً فيه، اعتبرت هذه الزيادة غلواً، ولو كان باعثها حب الله وطلب الزلفى لديه.
¬__________
(¬1) صدر هذا الكتاب في هذا العام 1427 هـ