بين يدي الحكم رسالة الى القضاة

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
بسم الله الرحمن الرحيم [ بين يدي الحكم رسالة الى القضاة ] للشيخ عبدالله الغفيلي الحمد لله، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله وبعد: فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، به يجتمع الشرع والحكم، وتقوم الدنيا والدين، ويُلزم الناس بالحق المبين، وهو مسلك وعِرْ ومركب خَطِر، وبقدر خطورته كان فيه الفضل العظيم لمن تولاه، وقام بحقه، فهو مسؤولية كبرى، ورعاية عظمى ، لذا فقد تكاثرت نصوص الكتاب والسنة بمشروعيته ، والأمر به ، وذكر فضله، مع بيان أن ذلك لمن قام به حق القيام، واجتهد في إصابة الأحكام.
قال تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ هُمْ ( ، وقال : (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ( ، وقال: (يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى ( ، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ( قال القرطبي (في تفسيره 15/124) هؤلاء الآيات هن أصل الأقضية أ.
هـ.
وقد ولي النبي صلى الله عليه وسلم القضاء بنفسه، وكذا الأنبياء قبله؛ لأهميته وفضله، ثم تولاَّه أكابر الصحابة وفضلاؤهم كعمر وعلي ومعاذ وأبي موسى وابن مسعود رضي الله عنهم وكتب عمر رضي الله عنه لعماله : استعملوا صالحيكم على القضاء واكفوهم (انظر فتح الباري 13/129).