سورة آل عمران، مصدرا عن الإسلام قبل البعثة النبوية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
سورة آل عمران، مصدراً عن الإسلام قبل البعثة النبوية، دراسة في الآيات /19، 85، 39 أ. م. د علي صالح رسن المحمداوي جامعة البصرة – كلية التربية قسم التاريخ تمهيد سورة آل عمران من السور المدنية، عدد آياتها مائتين آية، وترتيبها في المصحف الشريف الثالثة، ضمت بعض آياتها، إشارات تفيد تاريخ الإسلام قبل مبعث النبي محمد (ص) لذلك اتخذناها عينة لننطلق منه في البحث والتقصي في ما حوته المصادر عن موضوع بحثنا الذي اقتصرناه، على آياتها الثلاث، وهن قوله تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ 000} (1) قوله تعالى {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (2) ولهذا جزمت الآيتان ان لا دين لرب العالمين سواه، وإذا كانت هناك وقفه جدية من قبل الباحثين والتدبر في هاتين الآيتين، أتضح لهم هدف الباحث وما أراده 0 وقوله تعالى {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ} (3) ولذلك رتبنا الآيات حسب وحدة الموضوع في البحث، وهذا حتم علينا تأخير الآية التاسعة والثلاثون، وتقديم الآية الخامسة والثمانون، وقد اقتصرنا البحث على هذه الآيات خشية الإطالة، وسنكمل الآيات الباقية في بحث لاحق ان شاء الله 0 وقبل البدء في تاكيد وجود الإسلام قبل مبعث النبي محمد (ص) حري بنا ان نعطي نبذة تاريخية عن توزيع الشرائع الجغرافي، فعلى سبيل المثال ما ذكره ابن قتيبة ت 276هـ تحت عنوان أديان العرب في الجاهلية مشيراً إلى توزيعها، فالنصرانية كانت منتشرة في قبائل ربيعة وغسان وبعض قضاعة، واليهودية في حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة، والمجوسية في تميم، منهم زُرارة بن عدس وابنه حاجب الذي تزوج ابنته وندم، والأقرع بن حابس، وأبو سود جد وكيع بن حسان، والزندقة في قريش أخذوها من الحيرة، وكان بنو حنيفة اتخذوا قبل البعثة إلهاً من حيس * فعبدوه دهرا طويلاً، ثم إصابتهم مجاعة فأكلوه، فقال رجل من بني تميم: أكلت ربها حنيفة من جوع قديم بها ومن إعواز وقال آخر: أكلت حنيفة ربها زمن التقحم والمجاعة لم يحذروا من ربهم سوء العواقب والتباعة (4) يسجل على ما أورده ابن قتيبة اعتراضات منها انه جعل للعرب أديان شتى، في حين ورد في نص القرآن ان الدين عند الله الإسلام، ومنشأ هذا الأمر يدل على جهله بالقرآن، وما ذكره عن المسيحية والنصرانية هي شرائع محرفة عن ملة نبيا موسى وعيسى (عليهما السلام) وقد تجاهل بذلك شريعة خليل الرحمن (ع) المسلمة وما سبقه من الأنبياء ابتداءً من النبي آدم (ع) ومن خلفه من الأنبياء (عليهم السلام) وقبال ذلك جعل المجوسية والزندقة ديانة، ونحن بذلك نسأله هل هن شرائع أنزلهن الله؟ وإذا كان الأمر كذلك، متى انتشرت الزندقة في قريش؟ ولماذا أخذتها من الحيرة؟ وهل الحيريين زنادقة؟ وقد سكن الحيرة قبل البعثة اسمهم العباديون، تجمعهم عبادة الله والدين