سورة الناس دراسة صوتية دلالية أ.
م.
د شاكر سبع الاسدي جامعة ذي قار – كلية الاداب thiqaruni.
org .
.
.
يرى علماء اللغة المحدثون أنّ كل إشارة لغوية كيان ذو جانبين احدهما: الصوت، والآخر: المعنى (1) و العلاقة بين الصوت والمعنى علاقة جلية وواضحة تماما (2)، وأنّ علم اللغة الحديث يعد الأصوات الإطار الذي تنبني عليه البنى الأخرى فهي أساس تأليف الكلمات غير المتناهية، ودراستها تعد جزءا لا يتجزأ من المستويات اللسانية للنص الأدبي، ويعد التحليل الصوتي واحدا من مستويات الكشف عن جماليات النص ودلالاته، والكشف عن قدرة الباث ومهارته في انتقاء المفردات لتكون منسجمة مع دلالة النص (3).
إنّ التحليل الصوتي يعتمد على أسس معينة لابد من مراعاتها وأهم هذه الأسس: 1ـ دراسة التلائم الصوتي في المفردة الواحدة ناظرا لتقارب المخارج وغيره من الصفات وملائمة الصوت في المفردة لغيره من الأصوات في مفردات النص.
2 ـ دراسة تكثيف أو تكرار صوت واحد في النص وهيمنته عليه نحو هيمنة السين في سورة الناس.
3 ـ كشفالأصوات التراكمية في النص المراد تحليله ودراستها دراسة مشفوعة بالتحليل والتعليل إذ تنتظم الأصوات التراكمية على هيئة مجموعات صوتية كأن تكون أصواتاً رخوة أو متوسطة أوأصوات علة .
.
الخ أو تنتظم على هيئة صوت أوأكثر يكثر دورانه في النص المراد تحليله كثرة ملفتة للانتباه، ظاهرة للعيان أوتنتظم على هيئة مقاطع متشابهة يكثر دورانها في النص المراد تحليله.
(4) 4 ـ تحديد الأصوات أو المقاطع الصوتية التي تشكل عددا ملحوظا لايساوي في كثرته كثرة الأصوات التراكمية، وهو ما أطلق عليه الأصوات العددية وبيان قيمة توافقها مع غيرها من أصوات النص مشفوعة بالتحليل والتعليل.
5 ـ البحث عن ائتلاف أو تنافر الصوت المفرد أو الأصوات قليلة الورود في النص مع بعضها ومع الأصوات التراكمية والأصوات العددية.
6 ـ بيان التأثر السياقي بين الأصوات ونتائج المجاورة بينها على تركيب الصوت وصفاته.
7 ـ بيان الدلالة المترتبة على التأليف الصوتي للنص.
ومن المفيد الإشارة إلى أن هذه الأسس تمثل خطوات متداخلة للتحليل الصوتي للنص الأدبي أو ما يسمى بآليات النقد الصوتي.
إنّ نظرة أولى لسورة الناس تظهر أن صوتا يتراكم فيها ويسود، وإنّالقارئ لسورة الناس قراءة متصلة من غير أن يقف على كل آية فيها يشعر أنّ صوته يحدث (وسوسة) واضحة، قال سيد قطب: ((ونوع آخر من تصوير الألفاظ بجرسها يبدو في سورة الناس .
.
.
اقرأها متوالية تجد صوتك يحدث وسوسة كاملة تناسب جو السورة.
جو وسوسة الوسواس)) (5) وسبب هذه الوسوسة تكرار صوت السين وتراكمه وتكثيفه فيها مما يتناسب دلاليا مع معنى السورة، فالشيطان في السورة سماه الله الوسواس وقرنه بصفتين غالبتين عليه هما الوسوسة والخنس، و الوسوسة ((الصوت الخفي)) (6) و ((الخطرة الرديئة وأصله من الوسواس وهو صوت الحلي والهمس الخفي .
.
.
ويقال لصوت الصائد وسواس)) (7) ويظهر من هذا أنّ الوسوسة مرتبطة بالخفاء فالصائد يتحدث بهمس لئلا يسمعه الصيد فيطير أو يهرب، والخطرة يهمس فيها الفرد مع نفسه، وصوت السين بما يمتلكه من مواصفات يتناسب مع الهمس والخفاء والخفوت ـ لوازم الوسوسة ـ فصوت السين صوت مهموس (8) و أقل الأصوات وضوحا في السمع هي الأصوات المهموسة (9) وتتميز الأصوات المجهورة عن المهموسة بقوة وضوحها في السمع (10) وذلك راجع إلى النغمة الحنجرية المتولدة من اهتزاز (ذبذبة) الوترين الصوتيين

سورة الناس دراسة صوتية دلالية أ.
م.
د شاكر سبع الاسدي جامعة ذي قار – كلية الاداب thiqaruni.
org .
.
.
يرى علماء اللغة المحدثون أن كل إشارة لغوية كيان ذو جانبين احدهما: الصوت، والآخر: المعنى (1) و العلاقة بين الصوت والمعنى علاقة جلية وواضحة تماما (2)، وأن علم اللغة الحديث يعد الأصوات الإطار الذي تنبني عليه البنى الأخرى فهي أساس تأليف الكلمات غير المتناهية، ودراستها تعد جزءا لا يتجزأ من المستويات اللسانية للنص الأدبي، ويعد التحليل الصوتي واحدا من مستويات الكشف عن جماليات النص ودلالاته، والكشف عن قدرة الباث ومهارته في انتقاء المفردات لتكون منسجمة مع دلالة النص (3).
إن التحليل الصوتي يعتمد على أسس معينة لابد من مراعاتها وأهم هذه الأسس: 1ـ دراسة التلائم الصوتي في المفردة الواحدة ناظرا لتقارب المخارج وغيره من الصفات وملائمة الصوت في المفردة لغيره من الأصوات في مفردات النص.
2 ـ دراسة تكثيف أو تكرار صوت واحد في النص وهيمنته عليه نحو هيمنة السين في سورة الناس.
3 ـ كشفالأصوات التراكمية في النص المراد تحليله ودراستها دراسة مشفوعة بالتحليل والتعليل إذ تنتظم الأصوات التراكمية على هيئة مجموعات صوتية كأن تكون أصواتا رخوة أو متوسطة أوأصوات علة .
.
الخ أو تنتظم على هيئة صوت أوأكثر يكثر دورانه في النص المراد تحليله كثرة ملفتة للانتباه، ظاهرة للعيان أوتنتظم على هيئة مقاطع متشابهة يكثر دورانها في النص المراد تحليله.
(4) 4 ـ تحديد الأصوات أو المقاطع الصوتية التي تشكل عددا ملحوظا لايساوي في كثرته كثرة الأصوات التراكمية، وهو ما أطلق عليه الأصوات العددية وبيان قيمة توافقها مع غيرها من أصوات النص مشفوعة بالتحليل والتعليل.
5 ـ البحث عن ائتلاف أو تنافر الصوت المفرد أو الأصوات قليلة الورود في النص مع بعضها ومع الأصوات التراكمية والأصوات العددية.
6 ـ بيان التأثر السياقي بين الأصوات ونتائج المجاورة بينها على تركيب الصوت وصفاته.
7 ـ بيان الدلالة المترتبة على التأليف الصوتي للنص.
ومن المفيد الإشارة إلى أن هذه الأسس تمثل خطوات متداخلة للتحليل الصوتي للنص الأدبي أو ما يسمى بآليات النقد الصوتي.
إن نظرة أولى لسورة الناس تظهر أن صوتا يتراكم فيها ويسود، وإنالقارئ لسورة الناس قراءة متصلة من غير أن يقف على كل آية فيها يشعر أن صوته يحدث (وسوسة) واضحة، قال سيد قطب: ((ونوع آخر من تصوير الألفاظ بجرسها يبدو في سورة الناس .
.
.
اقرأها متوالية تجد صوتك يحدث وسوسة كاملة تناسب جو السورة.
جو وسوسة الوسواس)) (5) وسبب هذه الوسوسة تكرار صوت السين وتراكمه وتكثيفه فيها مما يتناسب دلاليا مع معنى السورة، فالشيطان في السورة سماه الله الوسواس وقرنه بصفتين غالبتين عليه هما الوسوسة والخنس، و الوسوسة ((الصوت الخفي)) (6) و ((الخطرة الرديئة وأصله من الوسواس وهو صوت الحلي والهمس الخفي .
.
.
ويقال لصوت الصائد وسواس)) (7) ويظهر من هذا أن الوسوسة مرتبطة بالخفاء فالصائد يتحدث بهمس لئلا يسمعه الصيد فيطير أو يهرب، والخطرة يهمس فيها الفرد مع نفسه، وصوت السين بما يمتلكه من مواصفات يتناسب مع الهمس والخفاء والخفوت ـ لوازم الوسوسة ـ فصوت السين صوت مهموس (8) و أقل الأصوات وضوحا في السمع هي الأصوات المهموسة (9) وتتميز الأصوات المجهورة عن المهموسة بقوة وضوحها في السمع (10) وذلك راجع إلى النغمة الحنجرية المتولدة من اهتزاز (ذبذبة) الوترين الصوتيين