جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات حوار مع عبدالرحمن عبدالخالق

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
المقدمة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد فقد كانت بيني وبين عبدالرحمن بن عبدالخالق زمالة ومحبة ومودة قائمة من قبلي على الحب في الله عزوجل لما كنت أعتقده فيه من الخير، ولما أبرزه من رسائل تخدم الدعوة السلفية وتسير على المنهج السلفي في الجملة. وما كنت أعنى كثيراً بقراءة رسائله وليس عندي من أشرطته فيما مضى شئ يذكر. ثم منذ سنوات صدرت لجمعية إحياء التراث مجلة الفرقان فاطلعت على بعض أعدادها فرأيتها تسير في طريق سياسي طغى على الدعوة، من مقالات سياسية وصور ومقابلات مع النساء وإلغاء بسم اللَّه الرحمن الرحيم منها [1])، فكتبت له نصيحتين خلال سنتين أو ثلاث سنين متوالية، ثم إن هذا الاتجاه السياسي دفعني إلى قراءة كتابه الشورى فرأيت فيه أخطاء حمَّلها القرآن والسنة وسيرة الرسول ز والخلفاء الراشدين. فجمعت هذه الأخطاء وجمعت الأدلة للرد عليها نصيحة له وللمسلمين ثم أحجمت عن ذلك وفضلت أن يكون ذلك في نصيحة أخوية فيما بيني وبينه. وكان كلما زار المدينة وحصل بيني وبينه لقاء لا آلو جهداً في النصيحة له فيما آخذه عليه. فرأيته في لقائين أو ثلاثة على خلاف ما كنت أعتقد فيه؛ رأيته يدافع عن جماعة التبليغ والإخوان المسلمين بالباطل، وهذا المنحى الجديد لا يتمشى مع المنهج السلفي ولا مع مواقف علماء المنهج السلفي وأئمته. فأريته في مرة من المرات، بطاقات جمعتها للرد على كتابه الشورى في الإسلام فأبدى شيئاً من التفهم. وقلت له: إنني أستأني بك ظناً مني أنك سترجع إلى الحق وأتشاغل عنك بالرد على الغزالي وأبي غدة وأمثالهما فأظن أن ذلك أعجبه.