أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
المقدمة إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، منْ يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد e، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ثم أما بعد: فهذا المقطع جزء من خطبة النبي e، كان يردده في كل خطبه أو جلها؛ كما في حديث جابر رضي الله عنه. لقد وصف رسول الله e البدع بأنها شر الأمور، وبأنها ضلالة، وفي راوية في غير هذا الحديث، "وكل ضلالة في النار"، ويكرر هذا في كل خطبه من خطب الجمعة، يصاحب ذلك غضبه الشديد، كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويعلو بذلك صوته. كل هذا ولم تكن قد حدثت البدع بعد، بل لم يحدث شيء منها. ولقد وقع الكثير والكثير مما حذر منه رسول الله e، ولا سيما في القرون المتأخرة. ثم هيأ الله للأمة الإسلامية من يحدد لها دينها، ويرد الكثير ممن أراد الله له الخير إلى حظيرة التوحيد والسنة في الجزيرة العربية وغيرها من بلدان المسلمين، فعمت اليقظة أنحاء العالم الإسلامي، وبدأت الأنظار تتجه إلى الحق والتوحيد، وتتنكر للشرك والبدع، وبدأ شباب الأمة في العالم يبحث عن النور والهدى، ويرفض الخرافات والبدع، ويرفض كل أشكال الباطل والضلال الذي زحف على الأمة من دول الكفر الشرقية والغربية، سواء منها ما يتعلق بالعقائد، أو ما يتعلق بالحاكمية والتشريع، وما يتعلق بالأخلاق والاجتماع والاقتصاد والسياسة.