التنكيل بما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد: فإن أبا الحسن المصري المأربي أعجوبة من أعاجيب هذا الزمان لا أجد له نظيراً في القدرة على الثرثرة وكثرة الكلام ويتمتع بقدرة هائلة على تقليب الأمور وجعل الحق باطلاً والباطل حقاً والظالم مظلوماً والمظلوم البريء ظالماً وإلباس نفسه لباس التقوى والورع، وإلباس الأبرياء لباس الفجار الهدامين المفسدين الظالمين، كما فعل ذلك في عدد من أشرطته.
مما يدل على خبرة طويلة راسخة ومهارة نادرة في هذه الميادين إلى درجه لا يلحق فيها ولا يبلغ فيها شأوه.
استمع إلى أشرطته وأقرأ شيئاً من كتاباته فأي إنسان عنده مسكة من عقل ولمعة من الذكاء يدرك هذه الصفات ويدرك مدى رسوخه فيها.
إن هذا الرجل صاحب فتنة عظيمة قد أعدَّ لها العدة لعله منذ وطئت قدماه اليمن أو من قبل ذلك.
ومن أهم الأمور أن من ورائه ووراء فتنته رجالاً وأموالاً تدفع هذه الفتنة إلى الأمام وتغذيها وتؤججها وهذه أمور ظاهرة ملموسة وكل يوم تزداد ظهوراً.
ولقد بدأ أبو الحسن يمهد لإعلان حربه وفتنته باللهج بالأصول والتأصيل موهماً للرعاع أن الدعوة السلفية غير مؤصلة كأنه هو المنقذ لهذه الدعوة من الفوضى والضياع اللذين نزلا بها (1).
ثم شرع يقذف بهذه الأصول التي تهدف إلى تقويض جانب مهم من أصول الدعوة السلفية التي قامت عليها منذ بعث الله محمداً r تضمنتها نصوص القرآن والسنة وحفتها حماية الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الهدى ودونت في كتب العقائد والأصول وعلوم الحديث وكتب الجرح والتعديل العام والخاص.