المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء من زلات أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله ((وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد:
فمما دُهِيَ به المسلمون هذه البدع المحدثات، التي حذر منها رسول الله r ، ووصفها بأنها شر الأمور، وبأنها ضلالة، وبأنها في النار؛ فالمؤمن الصادق يخاف على نفسه من الوقوع فيها، ويرتجف منها فؤاده، ويضرع إلى ربه:
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} ([1])
ويضرع إلى ربه:
((يا مقلب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك ((.
ويضع نصب عينيه:
{فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} ([2])
ويخاف أشد الخوف من الفتن التي أخبر عنها رسول الله r، تلك الفتن التي تزلزل القلوب، وتفتك بالعقول؛ أعاذنا الله والمسلمين منها.
ثم إن من أوجب الواجبات على من رزقه الله فهماً، وعلماً، وبصيرةً؛ أن ينصح للمسلمين إلى أقصى وأبعد ما يستطيعه من النصح، وينكر هذه المنكرات، ولا يخشى في الله لومة لائم.
قال الإمام أحمد: ثنا عبد الصمد، ثنا المستمر، ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول ا الله r : (( لا يمنعن أحداً منكم مخافة الناس أو بشر؛ أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه، أو رآه أو سمعه ((([3]).